شعر – إلى مروان الحاصباني
إلى
مروان الحاصباني
صديقي الذي تحت التعذيب ….
ترجَّل.
ولا يشبهُ النهرُ شيئاً سواكْ
سقيتَ الِعطاشَ على جانِبيكْ
وصادقتَ حتى الحصى والطيورَ
وسجادةُ العشبِ كانت يديكْ
وأعليتَ نحوَ الغصونِ العيونَ
كما ترفعُ الطفلَ في ساعديكْ
وكم زرقةُ النهرِ كانت مداكَ
وثوبُ الحياةِ جميلاً عليكْ
ولا شيئَ بعدَكَ يُشبِهُ نكهَتَهُ
حين كنتَ
ولا البوحُ أمسى سماءَ الفراشاتِ في الأُغنياتْ
كأنكَ روحٌ لما ليس يُحصى مِنَ الكائناتْ
تغيَّرَ طعمُ المياهِ تغيَّرَ
طعمُ الصباحاتِ
لونُ الأماسيْ
صدى جرسِ البابِ
طعمُ النباتْ
رنينُ كلامِكَ والضَحِكاتْ
فَمَن كانَ يَحرُسُ حُلمي
سِواكَ
وأَحرُسُ حُلمَكْ
وَمَنْ كانَ في حِلكَةِ الوقتِ ضوءً
شفيفاً يَرُدُّ الأماني كَوَجهِكْ
كأني أراكَ تُعِدُ لِمنْ حَولَكَ الكستناءَ
وتَنشُرُ إلفةَ قلبِكَ عِطراً
وتمشي فيركُضُ في الشامِ عِطرُكْ
وكنا معاً ننسُجُ الحُلمَ نعدوْ
ونَحمِلُ صخرَ المعاني ونصعدُ دربَ التِلالْ
ويُفلتُ من يدِنا يتدحرجُ
نحوَ السُفوحِ نعودُ نعاوِدُ
نَصعَدُ نَهبِطُ أَو نَتَعثّرْ
وكُنا معاً مِثلَ نايٍ وعودٍ
كزيتٍ وزَعترْ
جناحينِ للطائرِ القُرمُزيِّ
وها نَتَبعثرْ
وبَكَّرتَ يا صاحِبي بالغيابِ
بَكَتكَ النوارِسُ والموجُ ما زالَ
يَنطحُ صَخرَ الشواطئِ حُزناً
ولم يستوي عِنَبٌ في الجبالِ
وتينُ الحواكيرِ ما زالَ أَعجرْ
فَمَنْ هُمْ جَلاوِزَةُ الليلِ حتى يُبيحونَ أَسرَكْ
وفي فَمِ زِنزانَةُ الوَحشِ تُرمى
ويُكسَرُ ظَهرَكْ
وبينَ السياطِ رجوتَ بإنْ لم نَزَلْ سالمينَ
وأنَّ ” سميراً “مَعَ الهادِرينَ سيُكْمِلُ أُنشودَةَ الحالمينَ
ونَعرِفُ أُغنيَةَ النَهرِ نَعرِفُ
أَنكَ في النَهرِ
خَبأتَ سِرَّكْ
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...