أطفال حلب بحاجة إلى الحماية … الآن
CNN
17تشرين الثاني 2014
الترجمة: موقع حزب الجمهورية
على الرغم من أن الريح الباردة قد بدأت بالهبوب، إلا أن أطفال مدينة حلب السورية لا ينظرون إلى السماء بحثاً عن علامة من علائم الشتاء. إنهم فقط يراقبون البراميل المتفجرة وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية، التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمنازل التي يسكنون فيها.
من الصعب أن تكون طفلاً في حلب، أو أن تعيش الطفولة.
حولت الهجمات العشوائية أحياء بكاملها إلى ركام. أكثر من نصف مليون نازح داخل المدينة يعيشون ظروفاً في غاية الصعوبة. يناضلون يومياً في سبيل الحصول على المياه الصالحة للشرب، وعلى كمية من الطعام تكفي لإطعام أطفالهم، وللحصول على الوقود أو حتى مكان دافئ للنوم. معظم المستشفيات أغلقت أبوابها. ومعظم الأطباء والعاملين في الحقل الصحي إما أنهم قُتلوا، أو اُجبروا على الفرار، أو أنهم لا يستطيعون الوصول إلى أماكن عملهم. وأصبح عشرات الآلاف من الأطفال عرضة للأمراض بسبب الانقطاعات في برامج التلقيح.
قد دفع التهديد بالهجمات إلى إقامة صفوف دراسية مؤقتة للأطفال تحت الأرض، كما يتلقى أطفال آخرون تعليمهم في المساجد أو المحلات التجارية أو المباني الفارغة التي أعدت لهذا الغرض، ويعتبر هؤلاء الأطفال محظوظين لأنهم يستطيعون الذهاب إلى المدرسة.
هذا هو الوضع في المدينة منذ أكثر من عامين. وبينما هناك أجزاء من المدينة تنعم بهدوء نسبي، إلا أن تعاظم العنف في الأشهر الأخيرة ينذر بأيام قادمة أكثر سوءاً.
وبالرغم من هذا فإن حلب ليست مكانا بلا أمل. وحصل بعض التقدم هناك. حيث تمكنت الجمعيات والسلطات المحلية والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى بعض الأطفال والأسر المحتاجة في أنحاء المدينة. وتمكنت في الأشهر الأخيرة قوافل الأمم المتحدة ومن بينها قوافل لليونيسيف من عبور خطوط النزاع، حاملين معهم الامدادات الحيوية اللازمة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والمواد اللازمة لزيادة إمكانية الحصول على مياه الشرب الصالحة وخدمات الصرف الصحي المحسنة.
ومع قدوم فصل الشتاء نحن نعمل ما في وسعنا للوصول إلى الأطفال والأسر وتقديم الأغذية العلاجية ولوازم تنقية المياه والملابس الدافئة في المناطق الأشد تضرراً في سوريا، في حلب وحمص ودير الزور.
نحن ندرك تماماً أن هذه المساعدات غير كافية، أو حتى شبه كافية، حيث يعيش في مدينة حلب المضطربة وحدها مليونا إنسان، يعيش منهم ربع مليون من الأطفال والأسر في شرق المدينة، معزولين عن المساعدات الإنسانية العادية. كما أن هناك مئات الآلاف من الأطفال يعيشون في ريف دمشق، ولا يمكن الوصول إليهم بسبب القتال والحصار. إن هناك أطفالاً في سورية لم يعرفوا سوى الحرب ومراهقين في مقتبل العمر يحملون ثقافة الصراع.
في الواقع، هناك جيل كامل من الأطفال في سورية بخطر، ليس فقط بسبب العنف، بل أيضاً بسبب الحاجة إلى التعليم والحماية والدعم النفسي لمساعدتهم على التغلب على الصدمة التي يعانون منها منذ أربع سنوات بسبب الصراع الوحشي. وبدون هذه الضرورات الحيوية كيف يمكن لهم أن يمتلكوا القدرة والرغبة للمشاركة في إعادة بناء بلدهم في يوم من الأيام؟
يجب علينا أن نصل إليهم، ليس فقط من أجل فوائد الدعم الذي من الممكن أن نقدمه اليوم، بل من أجل أمل في غد يمكن أن يساعدهم في البقاء على قيد الحياة. من أجل أطفال فقدوا تقريبا كل شيء. إنه تذكير بأنهم ليسوا منسيين، وأن مستقبلهم مسألة مهمة.
في النهاية فإن الحلول النهائية لحلب ولسورية، والمنطقة عموما هي الحلول السياسية. وفي الوقت نفسه، إن أطفال حلب بحاجة إلى الحماية الآن. بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط من أي جهة. قبل سقوط قذيفة أو قنبلة أخرى.
ملاحظة المحرر.. أنتوني لايك هو المدير التنفيذي لليونيسيف، والمقالة تعبر عن وجهة نظره.
http://www.cnn.com/2014/11/17/opinion/lake-syria-children-refugees/
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...