الشتاء القارس يجلب المزيد من الويلات للأطفال السوريين
موقع منظمة اليونيسيف – 13 نوفمبر 2014
يقول إبراهيم* (10 سنوات) الذي يعيش مع أسرته في ملجأ في حلب بعد أن هجّروا من منزلهم بسبب الصراع القائم في سوريا: “نحن فعلا بحاجة للمساعدة لتدفئة أنفسنا هذا الشتاء”.
ويضيف إبراهيم: “أنا أعرف أن أمي لا تستطيع أن توفر لنا ملابس الشتاء؛ وضعنا كان سيئا للغاية العام الماضي، ولكننا هذا العام ببساطة لا نملك أي مال”.
خلال زيارتي الأخيرة لمدينة حلب في شمال سوريا قمت بزيارة ملجأ كبير يأوي الأطفال والأسر المهجرة بفعل الصراع القائم. وسرعان ما قادنا مجرى الحديث إلى مخاوف الأهالي حول الشتاء.
وكما هي حال إبراهيم، يُعِدُّ ملايين الأطفال المتأثرين بالصراع في سوريا أنفسهم لوصول الشتاء بدرجات حرارته المتجمدة. فمع تجاوز عدد المهجرين من ديارهم 6.4 مليون شخص – منهم 3 مليون طفل – يعيش الكثير منهم داخل مآو مؤقتة توفر لهم حماية ضئيلة من البرد، وقدرا محدودا من التدفئة والمياه الساخنة للاستحمام.
وفي كثير من الأحيان، تكون هذه المآوي عبارة عن مبان غير مكتملة ومفتوحة من دون أبواب أو شبابيك، وينقصها في كثير من الأحيان الجدران الخارجية، وتستكفي الأسر بصفائح البوليثين في تغطية الحفر ودرء رياح الشتاء الباردة. كما قد ينحشر حوالي 8 أشخاص في غرفة واحدة أو غرفتين.
وفي المناطق الشمالية من سوريا تنخفض درجات الحرارة دائما إلى ما دون الصفر، مما يعرّض الأطفال لالتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المعدية الأخرى. ونظرا لأن الخدمات الصحية في البلاد تتحمل عبئا فوق طاقتها، يصبح خطر عدم حصول الأطفال على الرعاية اللازمة خلال شهور الشتاء الطويلة جليا وواضحا.
تعيش حوالي 4,000 أسرة في المأوى الذي زرته في غرب حلب، وبدأ العديد منهم يعانون من واقع الشتاء القاسي. حيث بدأت درجات الحرارة ليلا تنخفض بشكل كبير في الجزء الشمالي من سوريا، وليس لدى هذه الأسر الاستعدادات اللازمة لتحمي أطفالها من الوقوع فريسة المرض أو ما قد يكون أسوء من ذلك. معظم الأسر الموجودة هناك نزحت من الجزء الشرقي من المدينة، وهي تعاني ضائقة اقتصادية قاسية، وتحاول أن تتكيف مع ظروف معيشية في غاية السوء، لا يمكن للمرء أن يتصورها.
تخشى أحد الأسر التي التقيت بها، والتي تعيش في مبنى غير مكتمل، جوانبه مفتوحة للماء والهواء، مما هو آت.
حيث يقول مناف*، وهو أب لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و11 سنة يعيشون جميعا في مأوى في مدينة حلب: “لا أستطيع أن أتخيل الوضع هذا الشتاء، ويقشعر بدني كلما فكرت بكيف سينجو أطفالي من البرد هذا الموسم”.
أما لينا* التي تعيش مع أطفالها الثلاثة في المأوى الذي زرته، والتي لا تتوفر لديها الكثير من السبل لمواجهة الشتاء القادم: “الاستعداد يعني تأمين ملابس الشتاء للأطفال، وفراشا دافئا لهم وتدفئة المنزل. هكذا كنا نستعد للشتاء قبل أن نُجبَر على ترك ديارنا. وأنا الآن المسؤولة الوحيدة عن عائلتي، وليس لدي عمل ولذا لا أستطيع أن أؤمن احتياجات أطفالي. أشعر بالقلق طوال الوقت، ولا أعرف إن كان أطفالي سينجون من فصل الشتاء هذا العام”.
أخبرتني راوية* – 9 سنوات – أنها تريد أن تساعد أمها بأي طريقة ممكنة، ابتداء من تنظيف المنزل وحتى جلب الماء، حيث تقول: “أنا أرغب أيضا باللعب، ولكن من دون ملابس للشتاء لن تسمح لي أمي بمغادرة المنزل. أتمنى لو كان لدي بعض ملابس الشتاء لأبقى دافئة.”
تخطط اليونيسف بهدف مساعدة الأطفال الأكثر هشاشة لتزويد 400,000 طفل منهم في محافظات سوريا الأربعة عشر بحقائب ملابس الشتاء، ومن المخطط أن يتم توزيع ربع هذه الحقائب في حلب وحدها. وفي الوقت الذي نشرت فيه هذه القصة كانت قد وصلت 8,000 حقيبة لحلب ليتم توزيعها على الأطفال المحتاجين لملابس الشتاء بشكل مُلِح.
تتضمن كل حقيبة معطفا للشتاء، وسترة من الصوف، وسراويل الشتاء الدافئة، وقبعة وجوارب صوفية، ولفحة وقفازات، وحذاء للشتاء لطفل واحد. ستوزع الحقائب أولا في المحافظات ذات الأولوية وهي حمص، وطرطوس، وحلب والقامشلي.
تم شراء حوالي 220,000 حقيبة من الموردين الدوليين والمحليين، وذلك بفضل التمويل الكريم من كندا، وفرنسا، وهونج كونغ، وإيرلندا، والكويت، والنرويج، والسويد والعديد من الدول الأخرى. ولكننا لا زلنا بحاجة لحوالي 7.2 مليون دولار لنصل إلى 182,400 طفل آخر.
أتمنى أن نستطيع توصيل ملابس الشتاء لهؤلاء الأطفال وغيرهم هذا العام. تكلف كل حقيبة حوالي 40 دولار، وهو يبدو مبلغا صغيرا لحماية الأطفال من الشتاء. وسيكون من الرائع أن نتمكن من توفير الملايين من هذه الحقائب لنُحدث فرقا في حياة الأطفال في سوريا.
* تم تغيير الأسماء
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...