06diplo_web1-master675

الولايات المتحدة تحذر روسيا من دعم الأسد عسكرياً

ترجمة: حزب الجمهورية – أبو حلب الحموي

بقلم مايكل ار. جوردون

جريدة النيويورك تايمز

 

أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت (5/9/2015) إلى نظيره الروسي عن اهتمامهم البالغ  بالتقارير التي تتحدث عن أن الكرملين ربما يخطط إلى توسيع دعمه العسكري إلى حد كبير إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وقد حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن تحركا كهذا قد يؤدي إلى موجهة مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

لقد دعى كيري وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمناشة الموضوع السوري وأبلغه عن مخاوفهم نتيجة التقارير  التي تقترح تعزيز التواجد العسكري الروسي هناك. وقد استخدم بيان الخارجية الأمريكية لهجة حادة وغير معتادة.

كان الوزير واضحا بأن هذه التقارير لو ثبتت دقتها فإن هذه الإجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد النزاع، وفقدان عدد أكبر من الأبرياء، وازدياد تدفق اللاجئين بالإضافة إلى ازدياد المخاطر التي قد يواجهها الائتلاف العامل في سورية لمواجهة تنظيم الدولة مستخدما الأحرف التي ترمز لها (آي س ل آي).

لم يشر بيان الخارجية أن لافروف قدم إشارات حول نوايا روسيا ، ولكن، لم يكن هناك أية إشارات توحي بأنه هدأ من مخاوف كيري. البيان نوه إلى أن الدبلوماسيان خططا لاستكمال نقاشهما هذا الشهر في نيويورك أثناء اجتماع الأمانة العامة للأمم المتحدة.

وحسب محللو الاستخبارات الأمريكية، فإن روسيا أرسلت بالفعل طلائع فريق عسكري، كما أرسلت عددا من الوحدات السكنية مسبقة الصنع يكفي لايواء مئات الأشخاص إلى قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية. كما سلمت أيضا محطة حركة جوية محمولة إلى نفس المطار وقدمت طلبا للسماح لها بالتحليق العسكري خلال شهر أيلول (سبتمبر).

مسؤولون أمريكيون ذكروا أنهم ليسوا متأكدين من نوايا موسكو، ويقولون أيضا أن المطار قد يستخدم لنقل الامدادات العسكرية لحكومة الأسد أو للقيام بضربات جوية لمساعدة القوات السورية. كما ذكروا أيضا أن الوحدات السكنية  تستوعب حوالي ألفا من الخبراء وموظفين آخرين. أحد هؤلاء المسؤولين يعتقد أن الانتشار الروسي قد يكون أكبر من ذلك بالمحصلة.

يقوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بضرب مواقع الدولة الإسلامية في سورية، كما تقوم كل من الولايات المتحدة وتركيا بضربات جوية في محاولة لتطهير الحدود الشمالية من متطرفي تنظيم الدولة  ودعم مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين هناك.

مسؤولون في الخارجية الأمريكية حذروا من خطر المواجهة كنتيجة لنشر القوات الروسية  الواسع كما نبهوا لخطر الضربات الجوية الروسية التي قد تؤدي إلى تداخل مع العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة وشركائها في سورية،  أو إلى احتمال أن القوات الروسية أو القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا قد تهاجم مجموعات المعارضة المدعومة  من واشنطن.

إن التحرك الروسي يأتي في إطار ما سعى إليه السيد كيري لاقناع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، للعمل مع الولايات المتحدة لايجاد حل سياسي للصراع الدامي في سورية. إن إدارة أوباما لطالما كررت  أن أي حل دبلوماسي يتطلب تخلي  الأسد، حليف روسيا، عن السلطة.

قدم الرئيس بوتين يوم الجمعة أفكاره الخاصة التي سبق وأن وافق عليها الأسد وذلك بالدعوة إلى انتخابات مبكرة وجلب عناصر جيدة من المعارضة إلى إئتلاف حكومي. لكن السيد بوتين لم يذكر أيا من المعارضين السوريين سيكون مقبولا.علما أن هناك توتر طويل  الأمد بين الحكومة الروسية والمعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن.

بعض المحللين ذكروا أن هناك عدة توجهات في موسكو حول ضرورة أن تدعم روسيا الأسد بقوة كحصن ضد تنظيم الدولة أو أن تسعى لتسوية سياسية يمكن من خلالها تسهيل عملية تخليه عن السلطة.

اندرو جي تابلر، خبير الشؤون السورية لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قال:  يكمن التصعيد في حفاظ الروس على مواقع متشددة في دعم الأسد جنبا إلى جنب مع مواقف أكثر ليونة من قبل وزارة الخارجية.

ولم يصدر أي تعليق فوري في موسكو على بيان الخارجية الأمريكية.

 

5 مشاهدة
0 ردود

هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟

تسعدنا مشاركتك ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *