الرسالة التي أرسلها رئيس حزب الجمهورية للشيخ أبو فهد البلعوس في شهر نيسان من هذا العام .

بسم الحق الذي نؤمن به جميعاً أنه واهب الحياة وخالق الوجود

الشيخ الأكرم، أبو فهد وحيد البلعوس، شيخ الكرامة في سويداء سورية

السلام عليكم:

باسمي، وباسم قيادة حزب الجمهورية أتقدم منكم بوافر التحية والاحترام، لما لمسناه منكم من طيب البطانة وشموخ الموقف وصلابة الإرادة.

إن سورية الوطن تتطلع اليوم إلى جبلها الأشم، جبل العرب، الذي لم يسمّه الأجداد عبثاً باسم كل العرب، ولم يكن من الصدف أن تكون مدينته السويداء.. حبة القلب وجوهر الكرامة.

يمرّ وطننا اليوم في أخطر مرحلة يمكن أن تعترض حياة أي شعب، فوحدتنا الوطنية باتت مهددة بفعل قوى الظلم المتحالفة مع قوى الظلام، وواجبنا جميعاً أن ننهض، ونتجاوز جراحنا وآلامنا، لننقذ ما يمكن أن ننقذه من وجودنا فوق أرضنا.

شيخ الكرامة:

لقد اختاركم الباري، في هذه اللحظة الخطرة، لتكونوا الفيصل بين سورية موحدة، وسورية التي يمكن أن تذهب في أفق مجهول، ونزاعات قد لا تنتهي.

إن الوضع في جنوب البلاد اليوم هو المؤسِّس لسورية الجديدة التي نحلم بها جميعاً، والتي تصون كرامة الجميع، وهذا يتطلب من أهل حوران جميعاً، جبلاً وسهلاً، ومن أهل القنيطرة، أن يعوا دورهم كما كان دور آبائهم في تحقيق الاستقلال.

إن ثقتنا بصدق وطنيتكم ونبل مشاعركم تجاه جميع السوريين هي التي دفعتنا لمراسلتكم، ونحن على ثقة بأنكم، بحكمتكم، ستستطيعون المشاركة في تحقيق التنسيق والوحدة بين جميع أهل حوران والقنيطرة، وهي الوحدة التي باتت ضرورية لبناء سورية موحدة.

إن حماية جبل العرب هي مسؤولية الجميع، وهذه الحماية لا يمكن أن تتحقق من دون التنسيق والتفاهم مع سهل حوران وأهله، ومع أهل القنيطرة، ومن دون رفض أن تكون السويداء معقلاً لمن قتل السوريين وهجرهم وانتهك أعراضهم وكراماتهم. وإن انتفاضة الكرامة التي فجرتموها يجب أن تشمل السوريين جميعاً، فلا مناص لنا من أن نكون موحدين، فإن مسّ أحد منا الضيم فإن الآخر لن يهنأ بالعيش الكريم.

إننا واثقون بقدرتكم اليوم على إنقاذ ليس السويداء فحسب، من مذبحة تخطِّط لها طغمة حاكمة لا تعبأ بحياة السوريين ولا كراماتهم، بالتحالف مع قوى ظلامية متعطشة لسفك الدماء؛ بل سورية كلها، لأننا نعتقد أن همتكم قادرة على فعل الشيء الكثير، وكما قال الإمام علي: “ربّ همة أيقظت أمة”، وهمتكم اليوم يعوّل عليها.

نعلم تماماً أنكم عندما تطالبون بكرامة أهل الجبل، فإنما تطلبون الكرامة أيضاً لأهل السهل والقنيطرة، بل لأهل سورية كلها، فهذا ما نتوسّمه فيكم، ونتمنى منكم أن تعلنوه واضحاً وصريحاً، كما أعلنه فارس الجبل وسورية، سلطان باشا الأطرش، سلطان الثائرين.

إننا نتطلع باعتزاز وأمل إلى التعاون معكم لما فيه خير سورية وصون كرامة مواطنيها جميعاً.

 

وتقبلوا فائق الاحترام

المحامي محمد صبرا / رئيس حزب الجمهورية

20 نيسان / أبريل 2015