تعريض المدنيين لخطر الموت جريمة حرب أياً كان الفاعل

تابعنا بصدمة كبيرة الأخبار التي وردت من مدينة دوما الذبيحة الصابرة عن قيام إحدى الفصائل العسكرية بوضع نساء وأطفال في أقفاص فوق منازل دوما بذريعة منع الطغمة المجرمة من قصف المدنيين والأسواق في المدينة.

لقد ارتكبت الطغمة المجرمة جميع أنواع الجرائم، وهتكت المحرمات كلها عبر استهدافها المباشر للأطفال والنساء والمشافي والمدارس وكل ركن ينبض بالحياة. إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الطغمة المجرمة لا يمكن أن تمر من دون عقاب ومحاسبة، لكن الجريمة الأكبر والأكثر خطورة التي ارتكبتها هذه الطغمة الخارجة على جميع القيم والمبادئ الأخلاقية، هي دفع المجتمع السوري إلى حافة التوحش عبر إشاعة الكراهية وثقافة العنف.

إن قتل المدنيين والنساء والأطفال أو تعريضهم للخطر المحقق هو جريمة حرب لا يمكن القبول بها أياً كان الفاعل وأياً كانت الضحية، وإننا إذ نرى انهيار سلم القيم السورية الأصيلة عبر وضع حياة مدني أو طفل أو امرأة مقابل حياة سوري آخر، ندرك حجم مأساة الوطن التي تسببت بها طغمة الحكم، ومن المهم ألا ننساق وراء هذه الطغمة ونقلدها، فهي ليست قدوتنا، ولا تستحق أن تكون قدوة لأحد.

إن احتجاز النساء والأطفال والمدنيين هو عمل مدان أصلاً ولا يمكن القبول به تحت أي ذريعة، فكيف وقد وضع هؤلاء الأطفال والنساء والمدنيين أو غيرهم من العسكريين الذين يُعدّون أسرى حرب، في أقفاصٍ تثير الاشمئزاز في الأنفس، ولا تتفق بالتأكيد مع أخلاق السوريين وقيمهم ونبل ثورتهم التي كانت وما زالت ثورة من أجل انتصار الإنسان فينا. إن محاولات تبرير هذه الجريمة بالقول إن الطغمة الحاكمة ارتكبت ولا تزال أبشع منها هو قول بغيض ويدل على انحراف في البصر والبصيرة، فقد ثار السوريون في جميع المدن للخلاص من هذه الطغمة التي تحللت من القيم الأخلاقية والوطنية والقانونية كافة، وينبغي على من يرفع لواء الثورة ألا يقلِّد سلوكياتها الإجرامية.

إن إدانتنا لجرائم الطغمة المجرمة التي ارتكبتها ضد الأطفال والنساء والمدنيين تدفعنا اليوم لإدانة الفعل المرفوض قانوناً وعرفاً وأخلاقاً الذي قام به هذا الفصيل العسكري، ونطالبه كما كنا على الدوام نطالب الطغمة المجرمة، بضرورة الإفراج عن النساء والأطفال والمدنيين المحتجزين لديه.

لقد دمرت الطغمة الحاكمة الوطن بكامله، لكن يجب أن لا نسمح لها باستلاب إنسانيتنا وتشويه أخلاقنا، وفي الوقت الذي نقاوم فيه توحشها ضد شعبنا ينبغي علينا مقاومة طريق التوحش الذي تحاول جرنا إليه، وهذا ممكن من خلال صبرنا على مشاعر الألم والغضب وتحكيم قيمنا السورية الأصيلة. لقد ثرنا كبشر باحثين عن الحرية والكرامة وسنبقى بشراً ننشد الحرية والكرامة لجميع السوريين.

الحرية لجميع المعتقلين والمحتجزين والمخطوفين

عاشت سورية حرة أبية

 

اللجنة التنفيذية لحزب الجمهورية – المكتب السياسي

3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015

227 مشاهدة
1 عدد الردود
  1. فيروز ازاد
    فيروز ازاد says:

    هلا شو بتفرق اذا مات الاسير تحت السقف ولا فوق السقف ؟؟؟؟ ما بشار عم يقصف بلبراميل ومو هامو بعدين ممكن يعني بهيك ينردع على الاقل مشان اهالي الاسرى ما ياخدو على خاطرون وبهيك بتسلم كمان الاهالي والله انا وكل السوريين اخر همنا شو بدون يفكرو النصيريين والعالم التافه الي صرلو خمس سنين عم يتفرج على ماسينا

    رد

هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟

تسعدنا مشاركتك ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *