

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني cfb@rp-syria.com
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان pec@rp-syria.com
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني cfb@rp-syria.com
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان pec@rp-syria.com
أطيب التحيات.
مرت خمس سنوات على صرخة السوريين الأولى التي طالبوا فيها بالحرية والعدالة والكرامة. خمس سنوات ولم تنطفئ ثورتهم، وما بدّلوا تبديلاً، على الرغم من أنها كانت سنوات ثقيلة جداً عليهم، بذلوا خلالها دماءهم وأرواحهم وأموالهم.
منذ انطلاق الثورة السورية، في مثل هذا اليوم من العام 2011، شهدت المواقف الدولية تشعباً وتبدلات جاءت في معظمها لمصلحة استمرار النظام، الذي لم تتوافر، حتى الآن، إرادة دولية حقيقية لإطاحته، على الرغم من كل ما ارتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وفي ظل هذا التردّد الدولي استطاع النظام التكيّف مع حرب طويلة الأمد، ساهمت في مزيدٍ من القتل والدمار ليصل عدد القتلى إلى نحو نصف مليون سوري، والمهجرين إلى أكثر من عشرة ملايين، عدا عن مئات الآلاف من الجرحى، وعشرات آلاف المعتقلين، كما تسببت بتدمير معظم البنى التحتية لمؤسسات الدولة التي بناها السوريون.
تمكّن “النظام السوري” من الاستمرار بحكم عاملين أساسيين، الأول هو وجود بعض التنظيمات المتطرفة، كتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وتنظيم “جبهة النصرة”، وذلك من خلال التسويق لنفسه كمحارب للإرهاب، مستغلاً هلع الغرب خصوصاً من وصول الإرهاب إلى أراضيه. أما العامل الثاني فهو تردّد المجتمع الدولي الذي كانت حجته العلنية تتركز في الخوف من استيلاء القوى المتطرفة على السلطة، وهي ذريعة غير حقيقية لأن هذا التردّد في دعم الثورة كان قائماً في الواقع منذ البداية، وقبل ظهور التنظيمات المتشدِّدة.
بعد بدء سريان الهدنة، فوجئ العالم بآلاف السوريين وقد خرجوا من بين الدمار والألم والموت ليهتفوا من جديد للحرية والكرامة. فقد ظنّ العالم أنهم يئسوا، لكن التجارب الماضية لم تزدهم إلا عزيمةً وإصراراً على تحقيق ما خرجوا من أجله يوماً، فعادوا ليرفعوا أصواتهم بالشعارات الأولى التي خرجت من أجلها الثورة، مؤكدين أن حالة الكمون التي مرت بها التظاهرات لم تغيّر في آمال وتوجهات السوريين.
تؤكّد عودة التظاهرات على حقيقة أن الثورة في أساسها ثورة سلمية، وأن “النظام السوري” هو أول من ساهم في تحويلها إلى صراع عسكري، وتظهر زيف بعض الرؤى القاصرة القائلة إن معركة المعارضين مع النظام لا يحسمها إلا السلاح، التي تتلاقى مع مصالح بعض الشخصيات والقوى التي استفادت من العسكرة وتاجرت بها. يبدو أن هؤلاء قد نسوا أن اتجاه العسكرة قد نما في سياق الحاجة إلى حماية المتظاهرين أساساً، والأهم أن الجانب العسكري ينبغي أن يكون في خدمة سياسة وطنية سورية كي يصبّ في خدمة سورية والسوريين، ومن دون ذلك سيكون وبالاً على البلد وأهلها.
المتظاهرون اليوم هم سوريون شاركوا في التظاهرات الأولى، وحملوا على عاتقهم مسؤولية إحياء الثورة من جديد، ولا نملك إزاءهم إلا الاعتزاز والدهشة. إنه عزمٌ مدهش حقاً بعد كل ما عاشوه من قهر وموت، ومدهشٌ أيضاً هذا التمسك بالأمل والهدف، وهذا الإيمان بأن تفعل أصواتهم المستحيل في ظل استمرار أصوات البنادق والمدافع والطائرات. إنها ثورة مدهشة فعلاً وتتقن فن الإدهاش بحرفية لا نظير لها.
التظاهرات الجديدة هي جواب السوريين على التمييع السياسي والاستهتار بقضية سورية المركزية: ثورة حرية وكرامة ضدّ نظامٍ استبداديٍّ ومتوحشٍ. إنها ردّهم على تجاهل المجتمع الدولي لهم، ومحاولته صرف الأنظار عن ثورتهم، وتسليط الضوء على قضايا اللاجئين والنازحين ومشكلات الإرهاب، وتناسي السبب الأول لعذاباتهم.
هذه التظاهرات لن تعيد المهجّرين على الحدود، ولن تمنع القصف والاعتداء، لكنها تستطيع أن تقول للعالم بوضوح العلماء وإصرار الأنبياء: إن ثورتنا مستمرة على الرغم من تخاذلكم، ولن تستطيعوا منعنا من المطالبة بحقوقنا، ولن نرضى بأي حكم ظالم واستبدادي بعد اليوم، وإن الشعب هو القدر… القدر الذي ليس عليكم إلا الرضوخ له.
إن التظاهرات هي التعبير الحضاري الأرقى الذي مارسه السوريون، ولا يزالون، للخلاص من نظام همجي كنظام الطغمة القائم، وتجاوزه سياسياً وأخلاقياً، كما إنها الفعل الأكثر تأثيراً في أي استبداد آخر يتغطّى بالتعصب الديني أو الطائفي أو العرقي، وهو ما تؤكده ردّات فعل بعض التنظيمات المتطرفة إزاء التظاهرات الجديدة، تلك التنظيمات التي تسعى لإقامة نظام إقصائي ومستبد ولا علاقة له بأرواح السوريين وعقولهم أو بأهداف ثورتهم. ومن شأن هذه التظاهرات أيضاً أن تعيد تلك المحبة اللافتة التي جمعت السوريين في العام الأول للثورة، وتنعش رغبتهم في التجمع واللقاء والعمل المشترك، ليطالبوا مجدداً بوطن واحد يجمعهم، وحكم ديمقراطي، وقيادة وطنية بعيداً من القوى المفروضة وقوى المال السياسي.
في الذكرى الخامسة للثورة، تؤكد عودة التظاهرات وخروجها من مناطق الدمار اليوم استمرارية الثورة، وولادة مرحلة جديدة في مسيرتها. وهي إثبات على أن الشعب السوري لا يزال حياً ومصراً على الخلاص من جميع العوائق التي تقف في طريق حريته وكرامته: ثالوث الاحتلال والديكتاتورية والتطرف، وهي إعلان تحدٍ وتصميم على أن الشعب السوري سيواجه المستقبل بخبرة خمس سنوات مليئة بالعبر والدروس، وبحماسة اليوم الأول للثورة.
عاشت سورية دولة حرة وديمقراطية لجميع أبنائها
لا للاحتلال.. لا للديكتاتورية.. لا للتطرف
المكتب السياسي في حزب الجمهورية 18 آذار/ مارس 2016
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...