

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني cfb@rp-syria.com
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان pec@rp-syria.com
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني cfb@rp-syria.com
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان pec@rp-syria.com
أطيب التحيات.
في قلب جميع التعقيدات والتشابكات الخاصة بالوضع السوري تبقى الثورة السورية هي المحرك والمحرض والموجه والجذر والأساس، مهما جرى من تعتيم أو تشويش عليها، مقصود أو غير مقصود، فما كان ممكناً أن تحدث لولاها هذه التغيرات الهائلة في الواقع، الفكرية والسياسية والاجتماعية والوجدانية، التي يلمسها ويقرّ بها أعداؤها قبل أصدقائها. لقد أطلقت حقاً سلسلة من الزلازل التي لا تزال تفعل فعلها ولما تستقر بعد.
زلازل سياسية اكتسحت خارطة المنطقة ودول الإقليم كافة، بل معظم دول العالم وتحالفاتها وعلاقاتها، بما يشبه الحروب والتغيرات العالمية الكبرى. لا شيء بقي أو سيبقى على حاله، كل العالم الذي عهدناه في سورية وحولها سيتغير.
زلازل اكتسحت الدين وأظهرت تباينات هائلة ومتناقضة في فهمه، وطرحت أول مرة فهم وتفكير ومصالح وصدقية الفقهاء ورجال الدين كافة على بساط النقاش العام، بعد أن كان كل ذلك محرماً لقرون خلت.
زلازل ضربت “الأيديولوجيات القومية العربية” بأنماطها كافة، ودعاوى “المقاومة والممانعة”، وأظهرت هشاشتها وعفنها واستبداديتها وخواءها، وانتهازية حامليها في بعض المحطات.
زلازل فكرية اكتسحت تفكير “اليسار العربي” كله، وأظهرت غربته عن الواقع والبشر، وتبعيته السياسية، وحطمته وحولته إلى شظايا متناثرة ومتخالفة ومتناقضة هنا وهناك، تقتات على كلمات ونصوص فات أوانها.
زلازال أظهرت هشاشة “النخب الثقافية والسياسية” في طول المنطقة وعرضها، وأبرزت عقمها وخصاءها، وزلازل أصابت فهمنا لتاريخنا القريب والبعيد، الأمر الذي أبرز حاجة فائقة لإعادة كتابة تاريخنا بعيداً من السلطات وأصحاب العقائد المشوهة.
زلازل اجتماعية وأخلاقية لم تترك حجراً فوق حجر، أعادت الجميع إلى لحظة التصنيف الأولى، بين البشر واللابشر، وأظهرت إلى السطح كل العفن المخبوء أو المسكوت عنه، الاجتماعي والطبقي والطائفي والعرقي والجنسي، بعد أن جرى لعقود إيهام البشر بانتمائنا إلى الحداثة والعصر والإنسانية.
زلازل أصابت نظرة إنسان المنطقة إلى نفسه وإلى الآخر والعالم، بل إن أهل الثورة ذاتهم، على اختلافاتهم وتبايناتهم، قد تعرضوا إلى زلازل فكرية ونفسية شديدة جعلت بعضهم يرتقون أكثر في سياق الثورة، وجعلت من بعضهم الآخر مثالاً حياً على “العفن الثوري”.
شتّامو ومعاندو وأعداء الثورة السورية عديدون، ولكل منهم أسبابه، لكن لا أحد منهم يستطيع أن ينكر وجود وفاعلية هذه الزلازل التي تقض مضاجع الجميع، وتشعرهم بتوتر وقلق وخوف يومي، ولا مشكلة أن يسميها البعض –على الأقل حالياً- خراباً، خصوصاً أولئك الذين وقفوا ضدها منذ اليوم الأول لأسبابهم المختلفة، أو أولئك الذين يحكمون عليها من الظواهر الكارثية التي رافقتها من دون أن يكونوا صادقين في تحديد المسؤولية الأساسية عن هذه الظواهر. نعم لا مشكلة في التسميات، فالتاريخ لا يلتفت كثيراً إلى الكلمات بقدر ما يتعاطى مع الأفعال والآثار والتأثيرات والنتائج التي يتركها أي حدث في الواقع والفكر.
الحمقى وحدهم من يعتقدون أن أفكارهم ستبقى قابلة للحياة والفعل بعد انقشاع غبار الثورة، إن جاز التعبير. فمن دون شك، ستموت عقائد ومعتقدات وأيديولوجيات كثيرة، وستندثر قوى وأحزاب سياسية عديدة، وستتلاشى قيم و”نخب” ثقافية وسياسية سيطرت على الساحة لعقود. هؤلاء كلهم سيكونون زبد البحر، ليس أكثر، وبعد زمن طويل سيقولون، إن كانوا في قيد الحياة، نعم لقد كانت ثورة عظيمة.
هذه الثورة لو قدر لها النجاح سوف تترك بصماتها على كل العالم كما تركت الثورة الفرنسية ايضا بصماتها طوال 200 سنة على مجريات الأحداث
أو ربما لاأبالغ اذا قلت ان تلك الثورة ستكون نسخة محدثة عن الثورة الفرنسية
الأخ حــازم …لا أشك للحظة بصدق مشاعرك وغيرتك على أمتك وألمك لمآسيها … لكني ألاحظ بأن ( ارتفاع حرارة ) الغضب يطغى على العقلانية والموضوعية في تعبيرك ؛؛ ورغم طهارة الهدف فعلينا عدم الوقوع في المطبات التي لا تخدم القضية بشيء ..؛ أبدا ..فالتعبير المشحون بالعاطفة الجارفة يطغى على جوهر الواقع المبتغي ..ويقذف بالكاتب الى جوانب سلبية تؤدي عكس ما يرمي اليه بصدق ونبل الهدف ؛؛ فعندما يا أخي تنتقد أو تهاجم فمبدأ الشمولية ( دائما ) خطأ جسيم ؛؛ وهذا يصب في دلو المضاد ؟؟ فالسلبية عامل جامح يؤدى معظم الأحيان للسلبية الشاملة ؟؟ فعندما تنتقد أو تهاجم كافة الفصائل الفكرية والأدبية أو الأنشطة السياسية ..الخ فأنت هنا ظالم لنفسك بأكثر من ظلمك لغيرك ؟؟ فأنا كقومي عربي ومن جيل العزة والكرامة …لا أسمح قطعـا ..؛؛ لأي مدعي للوطنية والعروبة بأن يضع كافة من هم ومن يدعى القومية العربية في الموضع الذي تضمنه اطارك العاصف ..؛ ليس كل من ادعى العروبة ..بعربي يا أخي ..عربي القول والعمل .؛؛ العروبة ليست ادعــاء يا أخي ؛ العروبة انتمــاء ، وفاء وعطاء وفـــداء .؛؛؛وفي لحظات الحسم والقرار الفاصل .؟؟؟ المواقف في لحظات الحسم هي محك المفاهيم وكاشفة المعادن بأصالتها وجذورها .؛؛؛ ؟؟؟فعندمازحفت جيوش الحمله الصهيوصليبية لتدمير العراق ..وهو محكوم يومها بنظام عروبي يميل أيدلوجيا ( للبعث ) …رفضنا ورفض معنا كل عربي حر الا وأن يتصدى للعدو ومهما كان الخلاف ( فكريا ) ؟؟ مع البعث …ولا بد من الاشارة من ضرورة التمييز هنا بين البعث العراقي ، والذي اقام دولة العلم والقوة والمنعة فنحن أمة ( مستضعفة ومستهدفة )..؛؛؟؟.وبين (البعث ) في دمشق والذي( دّمـر وأذل وطننا وأمة ..وأوصلها الى الدرك الذي نراه والعالم معنا اليوم ؟؟؟) .. العروبة يا أخي مفهـوم أسمى وأرقى من أوهام المدعين انتسابهم لهــا .؛؛ العروبة جذور طاهرة لا يصيبها العفن ..فجذورها في أعماق التاريخ عطرة الذكر ؛؛ولا حاجة لتكرار المعلقات التي ( مج ) منها القلب … التعميم والرمي اجمالا ولأية فئة فكرية أو عقائدية دون وعي هادىء لا يخدم قضيتك أي كانت ؟؟ ولست هنا بموقع يدفعني للدفاع عن بقية من أصبتهم بشموليتك أعـلاه .؛؛ لكني ولكوني ممن عاش أهم وأخطر مراحل التحول النضالي لأمتنا ، نالني ما نال الكثيرين من آثار لا تنمحي فهي آثار جروحها تعنمقت في صور دير يسن وقبية وبور سعيد ومؤامرة ال67 المتكررة في ال 73 مرورا بتل الزعتر وانتهاء لا نهاية بحفر الباطن ..الى عصر البراميل …أحداث يا أخي حازم تعايشا بالفكر والجسد والآلام هي ( الصاقل ) لكل ضمير والمحك لكل معدن …فالايمان ..وكأي ايمان كان …لا ينال القدسية والاحترام ان لم يخرج حامل هذا الفكر من حومة المعركة رافعا رأسه شامخا ..وآملا م باصرار للسير فوق الشظايا والأشواك ومهمــا نحـــل الجسم واشتد الظمـأ فلكل شيء ثمن ويوم يحين الدفع يتـــم الفــرز . ولك تحياتي.