كشفت مصادر خاصة في مدينة حمص لـ”زمان الوصل” أن التفجير الذي استهدف مدرسة “عكرمة المخزومي” الواقعة في حي عكرمة الجديدة بتاريخ 2014/10/1، كان وراءه تحقيق أكثر من هدف لعل أبرزها تصفية حسابات شخصية مصلحية بين متزعمي الميليشيات الطائفية وضباط الأمن العسكري أنفسهم، في سبيل الحصول على مزيد من المكاسب التي نالوها باستمرار الحرب الدموية الدائرة في سوريا منذ 4 سنوات.
وقالت المصادر إن المستفيد الأكبر من تفجير “عكرمة” هو متزعم مليشيا “الدفاع الوطني” صقر رستم، الذي تخلص من نائبه المهندس “بسام مصلا”، باعتباره غريمه ومنافسه على زعامة المليشيا في حمص.
وذكرت المصادر أن “مصلا” كان معتادا وبشكل يومي على اصطحاب أحد أبنائه إلى المدرسة بسيارته، وأنه وبمجرد دخوله المدرسة انفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة على مقربة من الباب؛ ما أدى إلى مصرع “مصلا” فورا، ووقوع عدد من الضحايا جلهم من الأطفال.
وأثار الانفجار حينها تساؤلات المؤيدين قبل المعارضين، لاسيما حول كيفية وصول سيارة مفخخة إلى منطقة أشبه بالمربع الأمني، لا يمكن اختراقها لكثافة الحواجز على الطرقات المؤدية لها.
وشكك مؤيدون حينها بحواجز “الدفاع الوطني”، متهمين إياها بتلقي الرشاوى والتساهل.
وأشارت المصادر إلى خلافات حادة سبق أن نشبت بين “صقر رستم” و”بسام مصلا” على خلفية “تفييش” أكثر من 3 آلاف عنصر من ميليشيا “الدفاع الوطني”، وغض الطرف عن تقاعسهم أثناء تنفيذ “عملهم القتالي” وعدم زجهم على جبهات القتال وتوزيعهم على الحواجز، مقابل الحصول على نصف رواتبهم الشهرية، علما أن راتب المرتزق الواحد يتراوح بين 35 و75 ألف ليرة.
وظل “مصلا” يشغل منصب رئيس دائرة السير في مجلس مدينة حمص لسنوات طويلة، قبل أن يقيله محافظ حمص الأسبق :”إياد غزال” بحجة عشوائية المطبات في شوارع حمص، وعقود “المطبات الكاوتشوكية” التي تم شراؤها بإشراف “مصلا” لصالح بلدية حمص.
كما عمل “مصلا” منسقا أمنيا ولوجستيا، ورئيسا للقسم الفني في فرع المرور بحمص.
وحسب المصادر، فإن “صقر رستم” بقي حتى بداية عام 2012 يعمل مهندسا في مديرية الخدمات الفنية بحمص، وهو ما يزال إلى الآن يستلم راتبه الشهري منها، عدا عن عمله كزعيم لميليشا “الدفاع الوطني” بحمص.
وتذكر مصادر خاصة لـ”زمان الوصل” أن “رستم” حاز على ثقة بشار الأسد شخصيا بعد “نجاحه” بتشكيل فرق الموت والذبح، التي قادها بنفسه وقامت بحملات تطهير طائفية عدة، منها مجازر كرم الزيتون والسبيل والفاخورة وباب السباع، راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء ذبحا بالسكاكين، وأدت بالمحصلة إلى نزوح حوالي مليون شخص من السكان الأصليين، هربوا من 38 حيا سكنيا في حمص خوفا من المجازر الطائفية.
ويبدو أن وجود ضابط قريب لـ”رستم” في القصر الجمهوري، و”الدعم” الذي يتلقاه “رستم” من بشار الأسد مباشرة، ساهم في إبعاده عن أي نوع من المساءلة، حتى عندما اتهمته دوائر في باغتيال المهندس “خالد عز الدين” مدير عام المدينة الصناعية في حسياء عندما كان عائدا من عمله النظام بتاريخ 12/11/ 2012.
ووقتها ثارت الاتهامات بأن” رستم” تمكن من تصفية حساب شخصي قديم مع “عز الدين”، مرده اعتراض الأخير على العديد من الصفقات المشبوهة التي كان ينوي “رستم” عقدها، عندما كان مديرا للاستثمار ورئيسا لإحدى لجان المشتريات في المدينة الصناعية، الواقعة على بعد 45 جنوبي حمص.
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...