

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
لقراءة الجزء الأول اضغط هنا
لقراءة الجزء الثاني القصة الأولى اضغط هنا
لقراءة الجزء الثالث والقصة الثانية اضغط هنا
لقراءة الجزء الرابع والقصة الثالثة اضغط هنا
Saliha
علي الشمال وعائلته. الصورة بواسطة: صليحة بن علي
فاليري، التي طلبت عدم استخدام اسمها الأخير، الأم الوحيدة التي قابلتها وما زال طفلها حياً. وابنتها التي تبلغ من العمر 18 عاماً، ليا (ليس اسمها الحقيقي) تعيش في مكان ما في حلب. عندما كانت ليا في عمر 16، بدون علم فاليري، قابلت رجلاً جزائرياً عمره 22 عاماً والذي قد جندها في 5 يونيو 2013، بعد العشاء احتضنت ليا وقبلت والدتها، غادرت المنزل، واختفت. ظنت فاليري أنها اختطفت، ولكن ليا والجزائري في النهاية وجدا طريقهما إلى سوريا. تريد فاليري أن تعود ابنتها إلى المنزل بكل غرائزها. ولكنها أيضاً تدرك ذلك ببعض العقلانية أن ليا لم تعد طفلتها، عبر مكالمتها الهاتفية ومحادثتها صوتياً عبر برنامج واتس آب. قبل حوالي عشرة أشهر، ولدت ليا مولودها الولد، ونبرة صوتها أصبحت أنعم قليلاً. في بعض الأحيان تسأل فاليري عن بعض النصائح الأبوية، وتعتقد فاليري أن ابنتها تفهمها الآن أفضل وذلك لأنها، أيضاً أم. مازالت فاليري تعلم أنه بطريقة ما إذا تم إنقاذ ليا؛ هي وابنها، فمهمة إدماجها في الحياة الطبيعية سيكون شيئاً ميؤوساً منه بطريقة مهولة. كونها معلقة بحالة مرهقة لها. “إذا ما أخبروني أن ابنتي قد ماتت، “تقول فاليري، باكية، “سيكون أسهل.”
ولكن لم يكن أطفالهن ما تريد أمهاتهن التحدث عنه في عصر ذلك اليوم في باريس. كان عن نشاطهن واستعلام وسائل الإعلام التي لا تنتهي، وأي المراسلين الذين يمكن أن يتحدثن معهم، وأيهم يتجنبن. ووصفن طواقم عمل التيلفزيون الذين غزوا منازلهن وتناقشن في كيف أصبح الأمر أصعب لإقناع أسرهن في مشاركة ذلك بشكل متتابع. نشر الأمر على الملأ انتهى بكونه أصعب على نحو واسع أكثر مما كن يتوقعن. لقبن بأسماء وأتهمن بأنهن فشلن كأمهات. اعتقدن أن التفاعل يمكن أن يساعدهن على التأقلم، ولكن مع كل مقابلة يغرقن من جديد في أسوأ شيء حدث لهن. “لا يمكنني التكلم عن ذلك 24 ساعة في اليوم” تنهدت فاليري “لا يمكنني العيش بهذه الطريقة” لا يمكنني العيش بهذه الطريقة.”
ومنذ أن رحل أطفالهن، أصبحت الدولة الإسلامية هي الأم التي تحرك الكون. إنهن خبيرات في الجغرافيا السورية، في تقسيمها لمدة أربع سنوات إلي حرب أهلية، يتقنّ لغة الجهاد. عندما يذهب الشباب والفتيات إلى سوريا تذهب أمهاتهم معهم، فكيف لا يمكنهن ذلك؟ أحياناً, وهذا يتطلب أكثر من وصولهن إلى أعماق وسائل الدولة الإسلامية الاجتماعية. في هذا الربيع، بن علي واثنتان من الأمهات الأخريات حاولن العبور إلى سوريا، ليشهدن ما قد رآه أطفالهن في شهورهم الأخيرة. تم إيقافهن على الحدود من قبل السلطات التركية، ولكن بن علي أخبرتني أنها شاهدت بؤس اللاجئين السوريين الذين أعطوها بصيرة لماذا قد تركها ابنها. “يمكنني الآن أن أقول أن ابني كانت لديه شجاعة عظيمة” تقول. بحثها لم يكون اعتياديا، أخبرني رانستورب. “هناك الكثير من الآباء يبحثون عن أطفالهم في تركيا، أو يحاولون الذهاب إلى سوريا بأنفسهم… وبعضهم قد سجنوا من قبل الدولة الإسلامية.”
إلى الآن، ترك الأمر ليس خياراً عند أي من الأمهات. ترك الأمر معناه مشاهدة أبناء أمهات أخريات يقعون تحت تأثير الأئمة المتطرفين وينتهي بهم الأمر منتحرين بقنابل. ترك الأمر معناه قطع الاتصالات مع أبنائهن. من خلال التفاعل، ومن خلال البحث غير المنقطع عن إجابات، كل منهن وجدت طريقها في إبقاء طفلها حياً، مهما كانت التكلفة النفسية. أخبرتني دام أنها عند استيقاظها كل يوم، تنقسم خبراتها لثواني من النسيان، لحظات مختصرة تحاكي حياتها القديمة. ثم تقول “أنا أجلب إلي عالماً بالكامل جديداً، والذي لم أعلم بوجوده.”
بودرو على كرسي عال إلى الطاولة في مطبخها الضيق والذي تتخذه مكتباً لها أيضا. كانت تتحدث في الهاتف إلى والد امرأة صغيرة اسمها هدى، تركت منزلها في الباما للانضمام إلى الدولة الإسلامية في سوريا. بودرو استمعت بتمعن عندما كان الأب يصف كيف كانت ابنته تؤهله لاستقبال موتها. الأردن قد صعدت بغارات جوية، والناس حولها يموتون.”أريد فقط أن أكون هنا لأدعمك بأي طريقة يمكنني فعلها” أخبرته بودرو، وصوتها كان مشحوناً بالعاطفة” حتى لو أردت فقط أن تصرخ وتبكي وتصيح، أو حتى لو أردت أن تجد أناساً مختلفين لتتصل بهم من أجل الدعم والمشورة، فقط أعلمني بذلك وأنا سوف أفعل ما يمكنني فعله لأصل إليك وأساعدك.”بعد المكالمة، بودرو كان لديها فقط عشر دقائق للذهاب إلى السوبرماركت لتشتري علبتين من عصير صلصة الطماطم وحزمة من الإسباجتي الجافة من أجل العشاء. ثم ذهبت مسرعة خلال المدينة لتلتقط ابنة زوجها بيج من المدرسة، وبينما كنا منتظرات في السيارة، قامت بودرو بعمل مقابلة طويلة، ودامعة مع بي بي سي من خلال هاتفها الخليوي. عندما دخلت بيج وكانت فتاة نحيفة وتضع نظارات، إلى الصف الخلفي، مازال صوت بودرو محتقناً، استجابتها لطقطقة بيج بانشغال. يجب عليها أن تذهب إلى المنزل وتطعم الأطفال قبل الذهاب إلى مؤتمر تحت اسم تمثيل المجتمع الصومالي في إيدمونتون، الذي كان يبحث عن مبادرة دعم الولاية لإعادة تأهيل المتطرفين. وكان يجب عليها أن تستعد في 6 صباحاً. يمكن أن تخرج إلى مونتريال لتشارك في عرض كلام محلي وتقابل والدة الشاب الذي أطلق النار على مبنى البرلمان الكندي في أكتوبر الماضي. وضعت بودرو الإسباجيتي على النار وتجولت خارج الغرفة في مكالمة أخرى مع الصحافة. عاد لوك وصديق له إلى البيت بسلوربي أحمر عملاق وخيول حولها في الفناء الخلفي. شاهدت بيج التلفاز بإرهاق. غلت الإسباجيتي بدون أن ينتبه أحد.كنت على وشك أن أغلق عليها عندما وصل ميك شريك بودرو إلى المنزل من العمل من موقع إنشاءات محلي، مترباً ومرهقاً. عندما اعتذرت له على التدخل تمتم بأني بعيدة جداً عن أكون أول صحفية تدخل إلى منزله. سألته إذا كان بإمكانه التكلم في هذه القصة “يا إلهي، لا أريد حتى أن أذهب إلى هناك” “أنا أعيش في فقاعتي” فتح زجاجة بيرة واعتذر لنفسه.
تناولت بودرو سريعاً طبقاً من الإسبجتي، شاردة في تفكيرها، بالكاد تتحدث مع ميك وبيج، الذي جلس يأكل معها. ثم انتقلت إلى أريكة على بعد أقدام، واتصلت بالمؤتمر وتكلمت مع الصوماليين. وجهها كان مضيئاً، وارتفع صوتها بالضحكات والإثارة. وصارت فجأة، مشغولة بالكامل. استمر ميك وبيج بالأكل في صمت، ويبقيان كلامهما همساً، يحاولان عدم إزعاج المكالمة. ثم خرجا على أطراف أصابعهما لشراء الآيس كريم.
أخبرني كولر أن بودرو “تستخدم إصابتها بطريقة استباقية” ولكن، في الحقيقة، إنها آثرت ابنها الميت على عائلتها. إنها تقضي معظم أيامها في عالم داميان، وليس في حياتهم، وكان لهذا تداعيات حقيقية في حياتهم. عملها في المحاسبة تباطأ إلى قدر ضئيل. لم تستطع أن تأخذ عملاً بدوام كامل، بعد الخروج للعامة ألصقت بها سمة أم مقاتل الدولة الإسلامية. كل التفاعلات فقط تزيد من الضغط المادي: فاتورة هاتفها في مايو ويونيو بلغت فوق 1,000 دولار أمريكي.
في الغضون تأثيرُ موت ولدها مازال يؤثر ببطء على عائلتها. في الصيف الماضي، هوب، أخت داميان من الأم ذات 13 من العمر، غادرت للعيش مع والدها. لم تتحدث مع بودرو لمدة 12 شهراً. لوك يعالج وقد شخصت حالته باضطراب في التكيف. ولد قصير بشعر أشقر وسريع، وعيون ذكية، أخبرني بأنه يشعر أنه منبوذ في المدرسة. “إنهم يقولون إنني أتحدث عن ذلك كثيراً وإنني أختلق هذه الدراما” موضحاً، أحياناً أشعر بالغضب على داميان لأنه انتهك القسم بأن يعود إلى البيت بعد أن يقضي أربعة أعوام في مصر، وأحياناً يلوم نفسه، متسائلاً هل كان غليظاً جداً على أخيه عندما اعتادا أن يتصارعا. قال “الوقت الوحيد الذي أكون فيه سعيداً عندما أنام.”
في وقت باكر من صباح هذا اليوم، بينما كنا جالسين على ظهر سفينة بودرو، وهي تدخن، أخبرتني أن داميان لم يكن أول ابن لها تفقده. في 2001 أخوه هوب التوأم توفي فجأة من متلازمة موت الرضع عندما كان عمره شهراً. موته غمر بودرو بإخفاقات طويلة، وأثر بعمق في داميان أيضاً. الآن، من بين أولادها الأربعة، اثنان ماتا وواحدة بالكاد تتكلم معها، وعلاقتها مع شريكها غير ثابتة، أيضاً. تقول “مايك غير سعيد، فهذا كثير عليه”. “إنه يريدني أن أوقف التفاعل، إنه يريد أن ترجع الأشياء كما كانت.”
هناك ليال تغلبت فيها بودرو على فظاعة ما حل بها. في إحدى هذه الليالي، بينما البيت نائم، ركبت سيارتها، متأثرة بآثار الحياة العائلية في الضواحي، وصرخت على داميان كأنه جالس بجوارها في مقعد المسافرين. صرخت عليه بما قد فعله بعائلته، بتدميرها وتدمير لوكا، بكونه مات بسلام وتركها تصلح مالا يمكن إصلاحه. ثم تبكي، وتتخلى عن وجه القوة الذي ترتديه من أجل أطفالها الآخرين. وعندما بكت أخرجت كل ما لديها من بكاء، ذهبت إلى الأعلى ونامت على السرير بجانب ميك، تحاول، مثل لوكا، أن تجد عزاءها في النوم. سيجلب الغد معه يوماً آخر من مقابلات الصحافة والمكالمات الهاتفية، يوماً أخر من الحياة، داميان قد اختاره لها “إذا كنتُ عرفت بعدئذ ما أعلمه الآن” أخبرتني بودرو، وهي تدخن سجائرها وتحدق في شمس العصر، “لن أنجب أطفالاً.”
المصدر هافينغتون بوست
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...