

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
لقراءة الجزء الأول اضغط هنا
لقراءة الجزء الثاني والقصة الأولى اضغط هنا
لقراءة الجزء الثالث والقصة الثانية اضغط هنا
Torill
في مارس، أصيب مقاتل الدولة الإسلامية المولود في النرويج والذي يلقبه رفقاؤه بأبي سيف المهاجر برصاصة في رأسه خارج كوباني، في شمال سوريا. هذا الأسبوع، والدته توريل، حدث وأن قرأت مقالاً في الصحيفة عن لوكاس، وأجبرت نفسها على كتابة بعض الجمل لدام على Facebook.
عندما زرت توريل في شقتها في هالدن، في مدينة صغيرة تشرف على الماء، تبعد 75 ميلاً عن أوسلو جنوباً، وكان ذلك بعد شهرين من وفاة أبي سيف، مع أنه سيظل دائما بالنسبة لأمه ثوم ألكسندر. من كل الأمهات اللاتي قابلتهن، خسارتها كانت الأوقع. حتى الآن هي بالكاد لديها فرصة لتفكر في ما قد حدث لابنها، لأن نفس الشيء قد هدد بضياع بناتها.
توريل، شقراء صغيرة ذات ملامح رقيقة، أخبرتني قصة توم الكساندر، التي كانت معالمها مألوفة. وهي غياب الأب، الذي توفي نتيجة جرعة زائدة من الهيرويين عندما كان توم ألكساندر في السابعة. في سن الـ14 تم تشخيص حالة ابنها على أنه مصاب باضطراب نقص الانتباه؛ في بداية العشرين من عمره قبض عليه لارتكابه جرائم صغيرة ودخل وخرج من مصحة لإدمانه المفرط للمخدرات. وذات مرة، كان يعتبر ميتاً إكلينيكيا. وحينها اكتشف توم ألكسندر نسخة من الشهادة وهي إعلان الإيمان عند المسلمين، في غرفة الملابس في النادي الرياضي، وأصبح رجلاً جديداً. أقلع عن الهيرويين وأصبح يتصل بوالدته؛ وحصل على عمل في رياض الأطفال وتزوج من فتاة مغربية جميلة. “كان ما حدث يشبه الحصول على ولد جديد، ولدٍ جيّد” تقول توريل ذلك وتتنهد.
بينما نحن نتكلم، دخلت سابين إلى غرفة المعيشة وهي ابنة توريل تبلغ من العمر 17 عاما وهي أخت غير شقيقة لتوم ألكساندر. لديها شعر طويل داكن ووجه دائري عابث وترتدي قميصاً فضفاضاً، وألقت بنفسها على الكرسي، ووضعت تحت لسانها كمية من التبغ الذي يمضغ. بعد هذه المحادثة، تقول توريل أصبح توم ألكساندر موجوداً أكثر في حياة سابين. وكان يستضيفها هي، وأحياناً أخته الأكبر منه سارة ذات 28 عاماً في شقته في أوسلو، حيث كان يحدثهما فيها عن دينه الجديد. “علمني كيف أن الإسلام دين جميل” أخبرتني سابين وهي حالمة. في يوم ما في أكتوبر 2013 اصطحب توم ألكساندر سابين إلى المسجد، وهناك علمتها امرأتان كيف تصلي. في اليوم التالي، أسلمت.وحينها، كانت الأخبار عن الحرب في سوريا، وكان ألكساندر يقضي وقته في تنظيم حملات للملابس من أجل اللاجئين. ابنها يعدها بأنه لن يذهب إلى سوريا. ولكن سرعان ما طلق زوجته الأولى وتزوج من صومالية، والتي أصرت على الذهاب إلى بلد مسلم. وخلال العام أخبر والدته أنه لن يستطيع الحفاظ على وعده أكثر من ذلك.
في ربيع 2014، تلقت توريل زيارة من PST، الوكالة الاستخباراتية النرويجية. ووفقاً لكلام توريل، أخبرها العملاء أنهم يشتبهون في أن توم ألكساندر عضو في أمة الرسول، جماعة متطرفة مقرها أوسلو، ويخططون لمغادرة النرويج للانضمام إلى الدولة الإسلامية. أخبرهاPST أن تتصل به إذا حدث أي شيء، وقد فعلت ذلك عندما أدركت أن توم ألكساندر قد باع كل ممتلكاته. وسمعت أن ذلك هو ما يفعله الناس قبل الذهاب إلى الخلافة. ولكن لم يثبت PST أي نفع. تقول توريل، “أخذت انطباعاً سيئاً عندما لم يأخذوا الأمر على محمل الجد.”
آخر مرة رأت فيها توم ألكساندر، كان في 26 يناير 2014. جاء إلى منزلها ليصنع البيتزا مرتدياً ملابس غربية، حالقاً لحيته. تفسر الأسرة أحيانا هذا التطور على أنه أمل ودليل على أن ابنهم قد رجع إلى الحياة العلمانية. ولكن توريل سمعت بأن ذلك ما يفعله الشباب قبل ذهابهم إلى سوريا. وضعت توريل خططاً مدروسة لمنع ابنها من الذهاب، حتى لو اضطرها الأمر إلى استخدامها لتاريخه مع الإدمان والجرائم وسيلةً ليتم اعتقاله، ويمكن أن تذهب إلى المطار وتثور عليه. ولكن عندما شاهدته يفرد عجينة البيتزا، كانت مشلولة. وكانت مصدومة جداً، وخائفة، تقول، إنها لا تتذكر أي شيء حدث في ذلك اليوم.
بعد أن غادر توم ألكساندر منزلها، أناس من أمة الرسول أوصلوه إلى المطار. توريل كانت على صواب: لقد حلق لحيته ولبس الملابس الغربية لا لكي يعود إلى الحياة الأوروبية، ولكن ليسهل أموره مع أمن المطار ومع مراقبي الحدود. بالرغم من أن PST كان يراقب توم ألكساندر ولكن لم يمنعوه من الحصول على جواز السفر والخروج من البلاد. اتصل توم ألكساندر بتوريل بعد أيام من سوريا. قالت وهي مذعورة وعيناها تدمعان اتصلت بـ PST لتخبرهم أن ابنها قد ذهب. تتذكر قولهم، “شكراً لك، هل هناك أي شيء أخر؟”
يتصل توم ألكساندر بين الحين والأخر بأمه ويكتب لها رسائل على Facebook. أخبرها أنه كان يقود شاحنة في الرقة، عاصمة الدولة الإسلامية. أرسل إليها فيديو لشقته والشارع القاطن به، وأيضاً المطعم ورفاقه يأكلون دجاجاً مشوياً. “100 % حلال” يقول ذلك مبتسماً. عندما يتحدث إلى سابين عن طريق سكايب، لاحظت أنه ركز في كلامه عليها. ذات مرة، عندما كانت تزور عائلة والدها في باكستان، طلب توم ألكساندر منها أن تبحث له عن زوجة هناك. “نظرت حولي ولكن لا توجد واحدة متاحة” سابين تتذكر، وتبتسم بخجل.
ذات يوم، سقطت قنبلة على بعد 150 قدماً من مكان إقامة توم ألكساندر وقتلت العديد من الأطفال “إذا أردت، فيمكن أن أرسل لك صور الأطفال لتري ذلك” كتب إلى أمه. تقلب رولي عينيها بينما تقرأ هذه الرسالة بصوت مرتفع، وتتحرك خلال محادثتهم، وذلك الأمر لم تفعله منذ موت ابنها. سألتها عن شعورها “يا إلهي، لا أشعر بأي شيء، أنا فقط منغلقة” وفي رسالة أخرى، سألته إن كان قد رأى أي عملية قطع لرؤوس. وقد أجاب “لا “، “ولكنني رأيت رؤوساً مقطوعة ملقاة حولنا” يقول ذلك بوجه ضاحك. في أواخر مارس، عبيد الله حسين، قائد أمة الرسول، اتصل بتوريل ليخبرها أن توم ألكساندر قد قتل.
جلسنا في شرفة توريل ننظر إلى المدينة الصغيرة الخضراء. تقول توريل “اعتدت أن أكون سعيدة، أسعد من معظم الناس” وجهها مازال كما هو وراء النظارات الشمسية. “ولكن الآن لا أعلم كيف أعيش” في بعض الأوقات تتأثر بما يقول الناس لها. جيرانها القاطنون أسفل منها أخبروها أنها كانت أماً سيئة. تتذكر كلام جيرانها لها “لو كان هذا ابني” “كنت قطعت يديه ” قد أخبرتني، أن هناك أياماً “أردت عمل جراحة في المخ، إنه يؤلم جداً.”
رغم ذلك لم تستطع أن تعطي نفسها وقتاً للحداد. بعد رحيل توم ألكسندر، اتصلت توريل باثنين من الشباب المسلمين الذين يعملون في إعادة تأهيل المتطرفين من الشباب النروجيين، يوسف بارثو الصديق وفاتن مهدي الحسيني. قد سمعت عنهم في التلفاز بعد موت توم ألكساندر، وأقاما مع العائلة لمساعدتهم في تجاوز هذه المرحلة. سابين كانت منفعلة جداً، ولديها نزعة عنيفة. تشاهد صور جسم أخيها المروعة، وقد كُسر شيءٌ فيها. لم تستطع التركيز في دراستها ومرّت بأوقات صعبة عندما كانت تأكل في الكافتيريا. تقول “أشعر بأن الناس يحدقون بي، أحب الاهتمام، ولكن ليس هذا النوع من الاهتمام” لاحظ الصديق ومهدي أنها كانت تدردش على الإنترنت مع الحسين، زعيم أمة الرسول، ثم تحولت الدردشة إلى مغازلة.
في الليلة التي سبقت حفل تأبين توم ألكساندر، أخذت سابين للاستجواب من قبل الشرطة، الذين أبلغوا الصديق ومهدي أنها كانت على بعد أيام من الهروب مع الحسين. وصل التفاعل إلى مجلس بلدية هالدن، الذي أعطاهم الأموال اللازمة لنقل سابين في عطلة إلى اليونان، لتكون قادرة ببساطة على الابتعاد عنه. لم يقطع الاتصال مع سابين إلا بعد أن ضغطت سارة على الحسين. أخفى الصديق ومهدي جواز سفرها.
ثم، عندما بدا أن سابين بعيدة عن الخطر، وقعت سارة تحت حكم أمة الرسول. في يونيو، تزوجت من متحدث المجموعة، عمر شبلال، وأجريت الاحتفالات على سكايب وذلك لأن شبلال قد تم ترحيله من النرويج لاعتباره خطراً على الأمن القومي، وحينها تم الطلاق بينهما، والصديق ومهدي أخفيا جواز سفر سارة، أيضاً.
أخبرني رانستورب، الخبير في إعادة تأهيل المتطرفين في الاتحاد الأوروبي، هذه ليست ظاهرة شائعة، عندما يذهب المسلمون الجدد إلى سوريا، يحاول الكثير دفع أشقائهم للانضمام إليهم. وبعد موت المقاتل، القائمون بأعمال التجنيد يستهدفون أسرهم، متوقعين أنهم سوف يضحون بالمزيد من الأولاد. وبالنسبة للأشقاء، أحياناً يرتبطون بالجهاديين كآلية مساعدة، يقول كولر: “لكي تفهم كل شيء، ما يحدث أنهم يبحثون عن أي إحساس أو هدف للموت وينتهي بتحقيق ذلك” بعد أن يعتنق أحد الأولاد الإسلام المتشدد، أخبرني رانستورب، “يجب علينا معالجة كل الأسرة.”
مسألة كيفية الحفاظ على الأطفال الذين يتعرضون إلى خطر التطرف هو الشغل الشاغل لكثير من الأمهات. دام، على سبيل المثال، تلوم نفسها لأنها لم تساعد لوكاس في العثور على الهوية الإسلامية الصحيحة “كان يجب علي أنا آخذ لوكاس مرة أو مرتين في الأسبوع إلى الإمام صالح وأنتظره في السيارة” تقول “أمهات المسلمين الجدد بحاجة للقيام بذلك. الأطفال لا يعلمون الفرق، ونحن لا نعلم الفرق لأننا لسنا مسلمين.”
أكثر منهن، توريل على دراية مما تراه. علمت أن توم ألكسندر منجذب للقتال في سوريا، وجعلته يقسم أنه لن يذهب. واتصلت بأجهزة الاستخبارات ثلاث مرات. وكما اكتشفت حديثاً، أنه في معظم الدول الغربية أنه من الصعب بشكل صادم جعل الحكومة تتدخل. غير قانوني في كل دول أوروبا السفر إلى تركيا. استراتيجية التجنيد في الدولة الإسلامية؛ رانستورب يقول، تتحرك بشكل أسرع من البيروقراطية الغربية الحمقاء، وتشجع المجموعة الآن المقاتلين على تقسيم رحلتهم إلى أربع مراحل حتى يتجنبوا كشفهم. بعض المقاتلين الأوربيين يستغلون فتح حدود الاتحاد الأوروبي ويذهبون إلى تركيا عن طريق بلغاريا بالسيارة. حتى في القضايا الصغيرة، تفشل الحكومات في استخدام سلطتها ومنعهم من الذهاب لسوريا.
بعد موت لوكاس، وجدت دام مجموعة تدعى أبناء وبنات أمهات إسكندنافيا. امرأة دنماركية تتحدث بانتظام للصحافة تحت اسم مريم. مريم مسلمة، وقد فهمت على الفور الخطر وذلك عندما بدأ ابنها كريم (ليس اسمه الحقيقي) التعامل مع المسلمين المتطرفين في كوبنهاجن. حذرت السلطات، قطعت جواز سفره وتأكدت من أن الحكومة قد علمت بملفه حتى لا يستطيع استخراج واحد آخر. خلال أربعة أشهر، كريم، الذي كان عمره 17 عاما كان في سوريا. قد زور إمضاء والده على استمارة موافقة الوالدين على استخراج جواز سفر جديد. (في نهاية المطاف اكتشفت دام أن كريم ولوكاس كانا صديقين، وأن كريم هو من راسلها ليخبرها أن لوكاس “أصبح أشلاء وقطعاً.”)
جزء من المشكلة هو أن ظاهرة التجنيد التي تقوم بها الولاية الإسلامية جديدة والجهود المبذولة لمواجهة ذلك ما زالت في مهدها. كثير من الدول الأوربية بدأت في التفكير في مسألة تجنيد المجاهدين فقط على سبيل منعها، بدلاً من الردع أو إعادة تأهيلهم. غالباً، الآباء والأمهات مثل توريل التي دقت ناقوس الخطر، باتوا مصدراً للمعلومات بالنسبة للاستخبارات. قليل هي الحكومات الحريصة على رجوع المتطرفين إليها بعد أن ذهبوا، أحد المسؤولين الأمريكان أخبرني سراً أن الولايات المتحدة تفضل موت المقاتلين الأجانب في سوريا على رجوعهم إلى ديارهم.
في الوقت الراهن، النشطاء الذين يقومون بمكافحة التطرف لديهم وللأسف نقص في الموارد، ومدارس الأمهات التي تديرها نساء بلا حدود لن تكون عاملة وقائمة قبل عام. الصديق ومهدي، مقر نشاطهم في أوسلو واللذين أنقذا بنات توريل، يتلقيان تمويلاً غير حكومي لمنظمتهم، فقط لوحدتهم، وهما على بعد أشهر من وقت دفع أجارهم. رانستورب والمجموعة العاملة معه ما زالوا فقط مجموعة عاملة. مناقشاتهم، أخبرني أنها “مثل يوم حرث الأرض” “لا يوجد لدينا معدات قانونية” ويقول “ما يمكننا فعله فقط هو تأخيرهم.”
لقراءة الجزء الخامس والقصة الرابعة والأخيرة اضغط هنا
المصدر: هافينغتون بوست
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...