Borovoy1-240x140

رئيس حزب روسي يتوقع هزيمة جيش بلاده في حربه ضد المعارضة السورية


الكسندر كوشنار

قام الصحفي الروسي ألكسندر كوشنار بإجراء لقاء صحفي مع رئيس حزب “الخيار الغربي” الروسي قسطنطين بوروفوي.

قسطنطين بوروفوي سياسي ورجل أعمال، كان عضواً في مجلس الدوما الروسي بين أعوام 1995-2000، ولد في موسكو عام 1948. يحمل دكتوراه في هندسة الحاسوب، شغل مناصب متعددة، منها رئيس لبورصة المواد الخام الروسية، رئيس لشركة ريناكو الروسية الاستثمارية. كان مشاركاً في مقاومة لجنة الطوارئ الروسية المشكلة عام 1991. شارك في مجلس رجال الأعمال الروس، في عام 2010 وقع منشور المعارضة الروسية تحت عنوان “بوتين ارحل”. أسس في عام 2013 حزب “الخيار الغربي” الليبيرالي.
قسنطين بوروفوي في لقاء مع  Newsader توقع هزيمة الجيش الروسي في الحرب ضد المعارضة السورية إذا ما حاولت روسيا أن تزج هناك قوات محدودة أو كاملة. أكد الخبير الروسي أن الكرملين سيبقى وحيداً في دعم نظام بشار الأسد وهذا الأمر سيعزز الموقع الذي اختاره الكرملين لنفسه كخارج عن القانون.
س: ننتظر منك تعليقاً حول مشاركة القوات الروسية في النزاع السوري.
ج: هل يمكن أن ننسى أن سبب ظهور الدولة الإسلامية هو بشار الأسد؟
لقد تم ضبط روسيا عدة مرات وهي تنقل السلاح إلى سوريا تحت ستار المساعدات الإنسانية. إن الدولة الإسلامية والنظام السوري كلاهما خارج عن القانون.
أولاً إن المعارضين السوريين أناس يحاربون من أجل حرية بلادهم.
ثانياً لم ترضَ أي من الدول الغربية المشاركة مع هذا النظام الدموي الذي يقوم بارتكاب الجرائم يومياً.
تبقى موسكو وحيدة لجهة إصرارها على التعاون مع الحكومة السورية على الرغم من كل الجرائم التي ترتكبها هذه الحكومة، بالطبع لن تجد موسكو من القوى السياسية الخارجية من يؤيدها ويشد على يدها في هذا العمل، إن المعارضة السورية هي الشعب السوري وبشار الأسد لا يتعدى كونه ديكتاتوراً. مما لاشك فيه أن الأسد استفز الدولة الإسلامية للولوج في هذه الحرب، وفي أفضل الحالات لو افترضنا أن روسيا قدمت فكرة مفيدة لمحاربة الدولة الإسلامية، فإن الائتلاف السوري سينظر إليها كمبادرة عدائية، إلى هذا الحضيض نزل بوتين.
تهدف اللعبة التي يمارسها بوتين إلى بث بذور الفرقة بين صفوف المعارضة السورية والدول الغربية، فقد اعتاد دائماً على ممارسة استراتيجية واحدة: جعل الحلفاء يختلفون فيما بينهم وصب الزيت على نار الأزمة.

س: ما الذي دفع الكرملين الآن وليس في أي وقت آخر الغوص في الصراع السوري في الوقت أصبحت الظروف الاجتماعية والاقتصادية الخارجية الروسية في مستوى متأزم؟
ج: لم يعد لدى النظام السوري الأدوات لمواصلة الحرب، وهذا جعل الكرملين يسرع في التدخل العسكري المباشر في سوريا لصالح الحكومة السورية، هذا الكلام لا يستطيع إنكاره أي مسؤول روسي، لا أحد يصدق الكذبة الممجوجة حول تزويد الأسد بالأسلحة وفقاً للاتفاقيات القديمة، لا يشك أحد في أن الطائرات الروسية التي تطير إلى سوريا عبر الأجواء الإيرانية، تحمل في طياتها أسلحة ممنوعة تحت ستار المساعدات الإنسانية.

س: هل يستطيع بوتين تحقيق أهدافه؟
ج: جزئياً – نعم، خاصة ما يتعلق بتوسيع وتأجيج الصراع السوري، إما من خلال دعم الدكتاتور بالأسلحة أو من خلال المشاركة المباشرة للقوات الروسية، لكن الكرملين لن يستطيع تحقيق هدفه السياسي المتعلق بخداع الحلفاء الغربيين حول النيات الحقيقية له. اعتاد بوتين مرات عدة على استخدام الكذب والاستفزاز مما جعل الجميع يلتزمون الحذر في العلاقات الدبلوماسية مع موسكو.

س: هل يريد بوتين من وراء ذلك رفع سعر النفط؟
ج: هذا مطابق للواقع جزئياً، إن سوريا ليست دولة رائدة في إنتاج النفط لكن التدخل العسكري الروسي سيزلزل المنطقة مما سيؤثر على نقل الذهب الأسود. والبعض يسأل، هل يحقق الكرملين ما يرغب به؟ والجواب طبعاً لا، إن السوق لا يلتفت إلى الخطوة الروسية وبالتالي فليس لدى موسكو من أمل في التأثير على الوضع.
هناك فرق واضح وضوح الشمس بين الاتحاد السوفيتي وروسيا الحالية، وهو يتمثل في أن القرارات أيام الاتحاد السوفيتي كان يتخذها السياسيون بينما القرارات الآن في روسيا تتخذها أجهزة المخابرات، وإن الأحداث في أوكرانيا وكذلك في سوريا تثبت صحة هذا الكلام. وأنا هنا لا أتكلم عن الحرب ذاتها بل أتكلم عن الاستفزازات والعمليات الخاصة الموجهة لتسعير الصراع، من المعلوم أن تزويد احد أطراف الصراع بالسلاح سيؤدي حتماً إلى تزويد الطرف الثاني بالسلاح.
س: هل تعتقد أن بوتين يدعم الدولة الإسلامية؟
ج: هناك مؤشرات ليست مباشرة حول ذلك. أؤكد أن الدولة الإسلامية تكرر بعض النظريات الإيديولوجية لبوتين. أذكّر أن السياسة الخارجية الروسية في الخمسة عشر عاماً الأخيرة لا تتطابق مع سياسة دولة عظمى سابقة بل هي عبارة عن خليط من العمليات الخاصة ضمن روح المخابرات السوفيتية ذائعة الصيت “كي جي بي”.
سؤال: ما هي الفوارق بين السياسة الخارجية السوفيتية والروسية؟

س: بعد وصول رجال الكي جي بي إلى السلطة  بعد عام 2000 سقط العامل الذي كان يمنع رجال المخابرات أيام الاتحاد السوفيتي من اتخاذ القرارات السياسية. لذلك نرى أن الكرملين الآن يتخذ قرارات كثيرة بعيدة عن العقلانية، إن المخابرات هي من تدير الآن الدولة العظمى من الكرملين ولا يوجد من يكبح جماحها، وهناك أمثلة كثيرة على السياسة الاستفزازية التي يسلكها الكرملين، أذكر منها على سبيل المثال توجه بوتين المفاجئ عشية قمة مجموعة الثمانية إلى كوريا الشمالية وتزويد مناطق الصراع في العالم بالسلاح.

س: يتبادر إلى الذهن الآن ما حصل في أفغانستان على خلفية الأحداث الآن في سوريا، ما قولك؟
ج: أتصور أنه يدور في ذهن  المخابرات الروسية إمكانية إسقاط بشار الأسد ووضع رجل غيره يكون ألعوبة بيد روسيا كما حصل بين الاتحاد السوفيتي وأفغانستان، لكني أعتقد أن الكرملين لا يريد ذلك لأن ذلك سيؤدي إلى نسف الأسس السياسية لنظام الأسد الذي تسعى موسكو جاهدة للحفاظ عليه.

س: كيف تقيم تصريح الأمريكيين حول مشاركة القوات الروسية في الصراع السوري؟ كيف ستكون ردة فعل البيت الأبيض حول هذا الأمر؟

ج: إن ترجمة هذا الأمر تعني باللغة الدبلوماسية أن روسيا تشترك بالحرب ليس فقط ضد معارضي الأسد بل وضد الحلفاء بما فيهم الأمريكان. تعتقد واشنطن أن التدخل الروسي ما هو إلا هجوم على المجتمع الغربي الذي لا يقتصر على الناحية الدبلوماسية، بل ويشمل الناحية العسكرية. أعتقد أن الأمريكان من الآن فصاعداً سينخرطون أكثر في دراسة ذلك، وسنرى قريباً روايات الأسرى الروس لدى المعارضة السورية الذين سيؤكدون مشاركة روسيا في محاربة المعارضة، وهذا بالضرورة سيؤدي إلى زيادة العقوبات على روسيا. هذا الأمر ليس غريباً فلقد اعتاد بوتين على ممارسة سياسية “كلما كان الوضع أسوأ كلما كان أحسن”. يعتقد بوتين أن عدم استقرار  الوضع السياسي الخارجي يؤدي إلى تعزيز سلطته داخل روسيا. إن بوتين حالياً لا يختلف في شيء أبداً عن بشار الأسد.

س: كيف يرى الكرملين نهاية سيناريو مشاركة روسيا الكاملة في الحرب في سوريا؟
ج: تنفذ القوات الروسية حالياً مهمة حماية نظام الأسد، لا أعتقد أن موسكو تملك من القوات ما يكفيها لتنفيذ هذه المهمة، أؤكد أن التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية لن يستطيع تغيير المعادلة. تؤكد أحداث التاريخ أن هذا التدخل الغريب في أرض غريبة كان دائماً وبالاً على المتدخِّل الأجنبي وهو هنا الجيش الروسي، عندها سيصبح السيناريو الأفغاني

س: كيف ستنعكس مشاركة روسيا في الحرب السورية على النزاع الأوكراني؟
ج: إن خسارة روسيا في الحرب السورية سيؤدي إلى إعادة العسكريين الروس المنهكين والمهزومين من سوريا وإعادة نشرهم في أوكرانيا، هذا الأمر يجب أن يشكل درساً للولايات المتحدة. إن رفض الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية المضادة للطائرات لن يؤدي إلى تغيير موقف بوتين بل على العكس يؤدي إلى توسيع رقعة النزاع ليشمل دونباس.
من المتوقع  أن تشهد النزاعات المختلفة في العالم، بما فيها النزاع الأوكراني، اتساعاً مضطرداً لأن بوتين بحاجة دائماً لصراعات خارجية لتثبيت أركان حكمه داخل روسيا. إن ما لم يستطع بوتين تحقيقه في سوريا سيحاول تنفيذه في أوكرانيا.

 

ترجمة: محمد دريد

 

المصدر: السوري الجديد

34 مشاهدة
0 ردود

هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟

تسعدنا مشاركتك ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *