

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
في الأسابيع الثلاثة الماضية، أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى أن الهدف من التفاوض لوقف الصراع الدائر في سوريا هو الوصول إلى “التسوية”، مكررا هذة العبارة أربع مرات. قد لايبدو هذا الأمر ذو أهمية كبيرة بالنسبة للبعض إلا أن الخبراء والدبلوماسيين على حد سواء ركزوا على تكرار هذة العبارة الملطفة لعبارة “التحول” والتي استخدمها كيري أيضا لعدة مرات.
فكما صرح كيري في اجتماع عقد في الرياض بتاريخ 23 يناير الماضي، أكد أنه لا أحد يتوهم بأنه لا وجود لأي عقبات في محاولة التوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف في سوريا. كما أضاف قائلا “نحن نعلم بأن الحل الصعب وإلا لما استمر الصراع حتى الآن، وذلك بسبب وجود انقسام أممي حاد حول مصير (الرجل القوي بشار) ولكننا على وعي به. فالبنسبة لتحديد مستقبل الأسد، هنالك اختلاف كبير بين كلمة “تحول” وكلمة “تسوية” التي تشير إلى إمكانية بقاء الأسد مع بعض الصلاحيات بما يوافق رغبة كل من إيران وروسيا الحليفان القويان للأسد. يأتي اللين في حديث كيري في محاولة منه لجر كل من روسيا وإيران كما والمعارضة السورية إلى طاولة الحوار في جنيف المزمع عقدها يوم الجمعة القادم والتي تمت عرقلتها عدة مرات بسبب معارضة أحد الأطراف.
ولكن وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض يصران على أن كيري لايعني شيئا في اختياره لهذة الكلمات، “سياستنا لم تتغير على المدى الطويل، فنحن لازلنا نؤمن بأن الأسد قد فقد شرعيته في الحكم ومازلنا ندعم أي انتقال سياسي يعكس إرادة الشعب السوري” حسب تصريح لأحد المسؤولين الكبار في البيت الأبيض. إلا أنه كما قال مايكل أوهانلون – خبير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز:
“أنا أريد أن أصدق بأن التغيير في المواقف يعبر عن إدراك استراتيجي بأن الكونفدرالية هي الحل الأكثر واقعية للأزمة السورية وذلك بإعطاء الأسد دولة علوية ليحكمها”.
كما أشار مايكل إلى معاناة الطائفة السنية لمدة 60 عاما تحت حكم الأسد الشيعي. ” آمل أن يكون هذا مايشير إليه كيري”.
عموما، فإن الحسابات قد تغيرت في سوريا في الآونة الأخيرة وذلك مع دخول الحرب الأهلية في سوريا عامها السادس مخلفة الآلاف لا بل الملايين من النازحين واللاجئين وراءها، كما والفارين من إرهاب داعش في العراق والشام باتجاه أوروبا. ” أستطيع أن أرى بوضوح شديد الانحدار الذي يودي بنا إلى أحضان الأسد، فعلى ما يبدو لاوجود لبديل عنه حتى الآن بالإضافة لقيام روسيا بتثبيت حكمه القسري في البلاد فيما زلنا نردد بأنه على الأسد أن يرحل”.
الأسد والذي بدا الصيف الماضي على وشك الانتهاء، هو الآن في أقوى موقف له منذ سنوات بفضل روسيا وقصفها للمتمردين عليه. “هنالك القليل من الأدلة التي تشير إلى إمكانية فرض الكرملين على الأسد قبول حل قد يتطلب رحيله الفوري” كما يقول بول ساندرز، الخبير الروسي لدى مركز الدراسات القومية ” على العموم كان بإمكان روسيا أن تقنع الأسد بضرورة التحول، ولكن كون الإدارة الأميركية لم تنجح في إزالة الأسد بعد خمسة سنين من الأزمة فإنه من الأفضل التفاوض عوضاََ عن لاشيء”. المشكلة تكمن في أن الأمريكيون دائما مايربطون عملية التحول برحيل الأسد، أي التغيير على مستوى القيادة بينما لايوافقهم الروس في ذلك، حيث يرى اللاحقون بأن على التغيير أن يشمل وجود الأسد في السلطة. تلك كانت نقطة الخلاف الرئيسية في أي محادثات سلام. الفرق الآن في موقف أوروبا من الخلاف، فأوروبا المعادية للأسد تبدو الآن أكثر تخوفا من الهجمات الإرهابية عليها في عقر دارها كما ومن تنامي قوة اليمين المتطرف، فالوضع السياسي الممثل بدونالد ترامب يحظى بشكل مشابه له في أوروبا. ” ترامب الأطلسي” كما لقبه أحد الدبلوماسيين الأوروبيين في إشارة منه إلى مرشح الرئاسة الأميركية- الجمهوري ترامب والمعروف بمواقفه المعادية للإسلام والمناهضة للهجرة. لذلك ارتأت أوروبا وجوب تمكين الأسد لوقف تدفق اللاجئين إليها.
ولكن هذا الحل لهو كعقد صفقة مع الشيطان لما يحمل في طياته من مضاعفات خطيرة على إدارة أوباما ككل، فكما يقول أندرو تابلر الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” الأسد لايملك مايكفي من القوات لتأمين أرضه، إذا فهو بحاجة لحزب الله وإيران والمليشيات الشيعية الأخرى للدفاع عنه، مما يجعل هذا الحل القسري قابلا للإنفجار”. كما ويقول تابلر بأن اعتماد الولايات المتحدة و أوروبا خيار بقاء الأسد يخبرنا بالكثير عن مستقبل العلاقات بين إيران والغرب والتي تنامت بشكل سريع وعميق أكثر مماهو متوقع. كل من إسرائيل والدول العربية تواجه مشكلة مع إيران وحربها في سوريا. وأضاف تابلر بأن العودة لحكم الأسد لا يشكل فقط هزيمة مذلة من أجل تحقيق هدف سياسي خارجي طويل الأمد، بل من الممكن أن يكون للأمر أثر أكثر عمقا على ميزان القوى في الشرق الأوسط.
ترجمة: زينة الحامد
المصدر: السوري الجديد
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...