2015-12-13T171827Z_01_MXR40_RTRIDSP_3_LIBYA-SECURITY-6125

كيري يطلب مساعدة بوتين في المفاوضات السورية


كارول موليرو

واشنطن بوست- 14 كانون الأول/ ديسمبر 2015

ترجمة أبو حلب الحموي

خاص بحزب الجمهورية 

 

باريس – يغادر جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إلى موسكو للتشاور مع الرئيس الروسي بوتين، القائد المزعج والترس العنيد في الحروب،  من أوكرانيا إلى سوريا، والشريك البناء، في نفس الوقت، في المحادثات مع دول كإيران.

تعكس رسائل كيرى الدورين المتناقضين اللذين لعبتهما موسكو  من خلال علاقتها مع واشنطن. أحد الأهداف هو إعلام بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف أن أمريكا وحلفاءها سيستمرون في العقوبات على روسيا حتى تمتثل بشكل كامل إلى الاتفاقية التي نوفشت في مينسك في فبراير لوقف القتال في شرق أوكرانيا. حيث تدعو الاتفاقية إلى وقف لإطلاق النار، انسحاب القوات الروسية وتمكين كييف من السيطرة الكاملة على حدودها الشرقية. مسؤول في إدارة الرئيس أوباما صرح بأنه على الرغم من اقتراب الموعد النهائي 31/12/2015 فإن روسيا مازالت تخالف الاتفاق من خلال الاستمرار في تسليح وتدريب ودعم حلفائها المتمردين. أما الهدف لآخر، العاجل والضاغط، فهو كسب تأييد روسيا لدعم خطة السلام لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنين تقريبا. ويأمل كيري في الحفاظ على حيوية المحادثات حتى يوم الجمعة موعد لقاء نيويورك بهدف بدء مفاوضات كاملة في يناير بين الحكومة ومعارضيها. كما يريد كيري من روسيا، التي تدعم الرئيس بشار الأسد، أن تضغط على الأسد لإرسال مبعوث عنه. مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، كان برفقة كيري أثناء زيارته لباريس، وكان من المفترض أن يلتقي مساء الإثنين عشرة من الديبلوماسيين العرب والأوروبيين بهدف دفع مقترح المرحلة الانتقالية التي تتطلب تخلي الأسد عن السلطة صرح قائلا: رغم أننا لانرى التوحد الآن إطلاقا، إلا أنه يبقى جزءا من هذه العملية في نهاية الأمر.

سيناقش كيري في رحلته هذه المسؤولين الروس بعمق حول كيفية العملية الانتقالية ودور الأسد خلال هذه المرحلة. كيري، الذي يؤكد علنا أن روسيا تلعب دورا هاما وبناء في محاولة منه لدفع عملية الانتقال السياسي وإخراج سورية من الحرب الأهلية. كيري يتحدث دائما مع لافروف ولطالما ساروا سوية لمسافات طويلة في الفناء الخلفي مترامي الأطراف لمنزل السفير الأمريكي في باريس.

لكن بوتين، الذي لم يؤكد مكتبه حتى الآن فيما لو كان كان سيستقبل كيري أم لا، وضع واشنطن في حرج. وهذا ما أدى إلى تكهنات بأن بوتين سيتعامل مع كيري بدبلوماسية باردة. مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية طالب بعدم ذكر اسمه حسب قواعد التحدث إلى الصحفيين الأساسية ذكر بأنهم يتوقعون أن يحظى كيري بلقاء الرئيس بوتين غدا.

إن بوتين هو صانع القرار في روسيا ومن المهم الحصول على فرصة التحدث إليه مباشرة. وعلى الرغم من أن روسيا هي إحدى الدول الداعمة لخطة السلام، إلا أن أمريكا محبطة من دعم روسيا للأسد. إن الولايات المتحدة وحلفاءها ومعظم الجماعات المعارضة تصر على تخلي الأسد عن السلطة لإنهاء القتال. ومما يسبب الذعر لأمريكا أن الضربات الجوية الروسية في سوريا مازالت تستهدف بشكل كبير المقاتلين المعارضين للأسد المدعومين من أمريكا وحلفائها، بما فيه من دعم مباشر للأسد بدلا من استهداف معاقل تنظيم الدولة.

تنظيم الدولة، فرع القاعدة المتطرف، والمعروف باسم تنظيم الدولة في العراق والشام، أو تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش كان قد أعلن الخلافة في أجزاء من سورية والعراق تقع تحت سيطرته.

مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية صرح بأن الكثير من الضربات مازالت مستمرة بالاتجاه الخاطيء. وعلى الرغم من أن دعم إيران للأسد يبدو ثابتا، فإن المسؤولين الأمريكين والدبلوماسيين الغربيين يعتقدون بأن روسيا مترددة في الضلوع بشكل أعمق في الحملات العسكرية في سورية ومن المحتمل أن تلين.

صرح أحد الديبلوماسيين الأوروبيين بناء على محادثات مع الروس بأنهم يبدون قبولا متزايدا لفكرة أن الأسد لن يكون جزءا من الحل. إن إدارة أوباما تحاول من خلال تعاملها مع روسيا أن تكون واضحة بحيث لاتتوقع روسيا رفع العقوبات عنها(بسبب وجودها في أوكرانيا) فيما لو خففت من دعمها للأسد في سوريا. وقد صرح مسؤول في وزارة الخارجية بأننا كنا واضحين بالمطلق وعلى كافة المستويات، بدءا من الرئيس. نحن لانلعب لعبة ” دعنا نعقد صفقة، أوكرانيا مقابل سوريا”. هذه مواضيع واضحة وذات مسارات واضحة. وذكر كذلك كيري الذي كان في باريس  الأسبوع الماضي أثناء محادثات أسبوع تغير المناخ أن احتمالات السلام في سوريا أحرزت بعض التقدم، كما عانت من بعض الانتكاسات.

في الرياض، عاصمة السعودية، جمع مؤتمر عقدالأسبوع الماضي أكثر من مئة من المجموعات المعارضة والمقاتلة سوية للاتفاق على إطار عمل لمناقشات سلام مع دمشق بما فيه طلب رحيل الأسد. وبينما اعتبر كيري أن المؤتمر يشير إلى تقدم، عبر آخرون عن عدم رضاهم. حيث صرحت وزارة الخارجية الروسية أن المجموعات لم تكن عريضة بما فيه الكفاية، ولاتملك حق التحدث باسم المعارضة ككل. وفي نفس الوقت، صرح الأسد بأنه لن يتفاوض على الإطلاق مع بعض المجموعات المعارضة لأنه يعتبرهم إرهابيين.

تتوج رحلة كيري إلى موسكو أسبوعا حافلا بالزوابع، حيث انتقل من إحدى الأزمات العالمية إلى الأخرى. إن الأيام الستة التي قضاها في باريس أثناء مؤتمر تغير المناخ ذهبت إلى وقت إضافي من التشويق في اللحظة الأخيرة بسبب اختلاف حول استخدام كلمة يجب أم ينبغي التي خففت من لهجة الالتزام القانوني الهادف إلى خفض الانبعاثات. وكان كيري قد غادر باريس إلى روما قبل فجر يوم الأحد لحضور مؤتمر ليوم واحد طويل حول ليبيا (حيث فر المتطرفون الإسلاميون من أرض المعارك في سوريا متخفين)، وعاد في نفس الليلة إلى باريس لحضور محادثات حول سوريا ستجري اليوم التالي، الإثنين. وكان جدول الرحلة إلى موسكو يقتضي سفره معظم ليل الإثنين للوصول قبل فجر الثلاثاء إلى موسكو. وكان كيري قد سجل خلالهما إنجازين على الصعيد الشخصي. حيث قبل باقة ضخمة من الزهور من وزير البيئة الهندي أثناء لقائه اثنان وسبعين شخصية، كما حقق تسعمئة وخمس وثمانين ألف ميل من السفر محطما بذلك الرقم القياسي لهيلاري كلينتون و هذا ما يضعه على الطريق الصحيح لتجاوز كونداليزا رايس العام المقبل بحيث يكون أكثر وزراء الخارجية الأمريكية سفرا عبر التاريخ. كان ارتداء الجوارب الضاغطة في الجو هو الطريقة الوحيدة للنجاة في ظل جدول سفر منهك. وبالنسبة لكيري الذي اعتاد أن يتحرك بسرعة كان عرضة دائمة للسقوط حتى عندما كان أصغر سنا، إن السرعة في الأيام الأخيرة كانت بالفعل مذهلة. كيري، تحدث مساء السبت إلى الصحفيين بنهاية مؤتمر تغير المناخ دامجا بين موضوع داعش والشأن السوري بشكل ساخر، قائلا، إنه سيتجه إلى روما لمناقشة نوعين من داعش.

**

كارول موليرو، مراسلة الواشنطن بوست الديبلوماسية المختصة بوزارة الخارجية.

 

الرابط الأصلي للمادة  اضغط هنا

10 مشاهدة
0 ردود

هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟

تسعدنا مشاركتك ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *