بيان إلى الشعب السوري: الرقة.. الشاهد والشهيد
في يوم أسود يمر على الوطن، قامت الطغمة الحاكمة بتوجيه الطائرات، التي دفع ثمنها الشعب السوري من أجل حماية بلدنا من أي اعتداء خارجي، لتنفيذ غارات متتالية على الأحياء السكنية في مدينة الرقة، فأوقعت عشرات الشهداء من النساء والأطفال والرجال المدنيين، لتضيف هذه الطغمة مجزرة جديدة إلى سجلها الإجرامي بحق الشعب السوري.
بعد أن جعلت الطغمة الحاكمة دماء السوريين ورقة يتفاوض عليها الإيرانيون والأميركان في مفاوضات الملف النووي الإيراني، تحاول اليوم الإيحاء بكل وسيلة بأنها جزءٌ مما يسمى “الحرب على الإرهاب”، وأنها تنسق مع الأميركان في ذلك، لكن حربها لم تكن في أي لحظة سوى على الشعب السوري، ويساعدها في ذلك، بشكل مباشر أو غير مباشر، إدارة أميركية لا تقيم وزناً لحياة السوريين، خاصة أن الجريمة جاءت بعيد استقالة وزير الدفاع الأميركي.
مدينة الرقة هي ذبيحة الجميع، ذبيحة إهمال مؤسسات المعارضة، التي تركتها تقع فريسة في يد التطرف بعد إخراج عناصر النظام منها، وذبيحة الإرهاب الأسود الذي يفتك بأهلها ويذيقهم الأمرين, وذبيحة الإهمال والتردد الدولي ومباركاته الصامتة والعلنية للقتل، وهي أولاً وقبل الجميع ذبيحة طغمة الاستبداد، التي ما فتئت تذيق أهلها الموت في كل يوم.
هذه المدينة الشاهدة على إرهاب الطغمة الحاكمة، وعلى إرهاب التطرف، وعلى التخبط الدولي وإرهابه، وعلى إهمال المعارضة السورية وعبثها، والشهيدة على يد هؤلاء جميعاً، تناشد اليوم جميع السوريين بلا استثناء، ولا سيما القوى السياسية والمدنية، بأن يقفوا وقفة واحدة مع وطنهم، ومع سوريتهم التي تتآكل قطعة قطعة على يد أولئك جميعهم.
لقد عانى شعبنا بما فيه الكفاية من إرهاب النظام والجماعات المتطرفة، ولا بدّ للعالم أن يقف أمام مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في توفير الحماية للشعب السوري وفق أحكام ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف الأربع، وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحالة السورية، فدماء السوريين أغلى من نووي إيران، وأهم من نفط الدنيا، وأعظم من أن تكون مجرد سلعة يتاجر بها في بازار السياسة الدولية.
إننا واثقون أن مدينة الرقة الحبيبة، وسائر المدن السورية الأخرى، التي تُقتل كل يوم بسلاح الإرهاب بصنوفه كافة، ستلملم جراحها وأحزانها، وستكون قادرة على الوقوف في وجه الإرهابيين جميعهم، لأن قدر السوريين هو أن يكونوا عنوانا للتضحية والفداء من أجل حريتهم كرامتهم، وبناء دولتهم الوطنية الديمقراطية الحديثة.
الرحمة لشهداء مدينة الرقة، وجميع شهداء الوطن
الشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين
عاشت سورية حرة أبية
حزب الجمهورية – سورية
اللجنة التنفيذية
26 تشرين الثاني / نوفمبر 2014
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...