النظام السوري يشن حملة عسكرية على حلب
قتل العشرات من المدنيين في مدينة حلب بعد يوم واحد من فشل المحادثات في نيويورك في متابعة الهدنة، قتل العشرات وجرح كثير غيرهم في غارات جوية قامت بها قوات الجيش السوري في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب، لم يمر يوم واحد على الجهد الدبلوماسي العالمي الذي بذل في نيويورك لاستئناف الهدنة، حتى فشلت بسبب الهجمات.
وذكرت الـ “بي بي سي” أن 27 مدنيًا على الأقل لقوا حتفهم في الغارات الجوية التي شنت يوم الجمعة، وينقل آخرون أرقامًا أعلى من ذلك. وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت ذلك الهجوم الأخير في شرقي حلب، التي تعد أرضية المعارك الرئيسة التي شهدت أعنف المعارك، كمحاولة من نظام بشار الأسد لاستعادة السيطرة على المدينة، التي ظلت مقسمة منذ عام 2012، والتي تعد أقوى معقل لقوى المعارضة.
وقد حذرت الحكومة السكان المدنيين في المدينة –والذين يقدر عددهم بـنحو 250 ألف نسمة، قاطنين في الأماكن التي تسيطر عليها المعارضة– من وجودهم في تلك الأماكن.
وقال الدفاع المدني السوري -وهو مجموعة من المنقذين المتطوعين ويعرفون بأصحاب القبعات البيضاء “أو الخوذ البيضاء”- إن ثلاثة من أصل أربعة مراكز تابعة لهم قد تم استهدافها في عمليات القصف.
وكان جون كيري، وزير الخارجي الأميركي، قد قال يوم الخميس “لا يمكننا الخروج إلى العالم والقول إننا وقعنا اتفاقية، في الوقت الذي لم نفعل” وكان ذلك بعد لقائه مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، إضافة إلى مسؤولين من الدول ال 23 الأعضاء في مجموعة دعم سورية العالمية.
وأعاد كيري التأكيد على التزام الولايات المتحدة بإنهاء الحرب في سورية، والتي تستمر منذ نحو خمس سنوات، لكنه أشار إلى الحاجة لأن يقوم القادة السوريون، وحلفاؤهم الروس بـ “واجبهم حيال الأمر”.
والتقى كيري ولافروف مجددًا يوم الجمعة، رغم غموض الاتفاقية بين مهندسي “وقف اطلاق النار”. وطغت التوترات على العلاقة بين البلدين منذ إنهاء الهدنة وقصف شحنة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة الذي نفت كل الأطراف مسؤوليتها عنه.
ودعا فرانك والتر ستينميير، وزير الخارجية الألماني، في يوم الجمعة قادةَ العالم –وبشكل خاص أولئك في واشنطن وموسكو– إلى احترام الرأي المجمع عليه بأن “لا تترَك سورية في ترنّحها”.
ومع غياب اتفاقية حول وقف إطلاق النار في سورية، فمن غير المرجح أن تخف الأعمال العدائية هناك، خاصة مع نية الأسد في استعادة أقصى ما يمكنه من المساحة التي خسرها. وكما أشار زميلي كريشناديف كالامور “الأسد الآن مترسخ كرئيس لسورية بشكل أقوى من أي وقت مضى منذ بدء الحرب في سورية، وليس في نيته إيقاف القتال”. وبالفعل، فمع مساعدة حلفائه الروس والإيرانيين من الميليشيات، فقد استعاد الأسد كثيرًا من المساحة التي خسرها منذ بدء الاقتتال في سورية.
ويضم الصراع في سورية الأسد، مدعومًا من روسيا، وإيران، وحزب الله. ضد مجموعات متعددة من المعارضة المسلحة، التي تدعمها الولايات المتحدة، والسعودية، وتركيا، وقطر.
عنوان المادة الأصلي بالإنكليزية | Syria’s Government Has Launched an Offensive on Aleppo |
اسم الكاتب بالعربية والإنكليزية | YASMEEN SERHAN ياسمين سرحان |
مصدر المادة أو مكان نشرها الأصلي | The Atlantic |
تاريخ النشر | 23 أيلول/سبتمبر 2016 |
رابط المادة | http://www.theatlantic.com/news/archive/2016/09/syrian-cease-fire-collapse/501374/ |
اسم المترجم | مروان زكريا |
المصدر
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...