مُسدس الديمقراطية ودمقرطة مفهومها السوري

مضر الدبس
/
للتقديم، ننطلق في مقاربتنا من أطروحة تقوم على المُلاحظة، ثم نشتق منها ملاحظة أكثر شمولية. تتميز المفاهيم الحديثة بأنها مفاهيم حيّة، أي أنها تتشكل وتنمو وتتطور عبر التاريخ، سيرورتها أشبه بإنشاء بناءٍ وفق تصور مسبق ومُخطط معين، تبلور في الذهن كأفضل شكلٍ يوائم بين المأمول والممكن، أي بين ما نتوق إليه، وما نستطيع تحقيقه ذاتيًا وموضوعيًا.

قضيتان على طاولة أردوغان-بوتين

وحدة دراسة السياسات- مركز حرمون للدراسات المعاصرة
/
أثارت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا، وما فتحته هذه الزيارة من آفاق للتعاون بين البلدين، وبينهما وإيران، شغفَ كثير من المتابعين الذين شطحت تصورات بعضهم؛ فمن المؤكد أن الدول الثلاث المتجاورة، والمتورطة في الصراع الدائر في سورية وعليها، حريصة على تعميق هذا التعاون، كلٌّ لأهدافه وهمومه

معركة حلب في عواصم أخرى

طريف الخياط
/
بالنسبة للنظام، هي معركة حاسمة، ستُمكّنه من فرض تصوره للحل على طاولة المفاوضات، بعد أن يُعلن نفسه منتصرًا، وبالنسبة للمعارضة، هي مسألة أكون أو لا أكون؛ معركة وجودية، قد تعني خسارتها انكفاء الأخيرة إلى جيوب معزولة، يسهل إخضاعها حصارًا وقصفًا وتجويعًا، وإمطارها بالبراميل الهمجية، كما هو الحال في غير مكان على التراب السوري المشبع بالحرب. تلك هي معركة حلب التي يُخطئ من يعتقد أن حسمها قريب أو مضمون لأي جانب.

بين الثورة والمعارضة

خضر زكريا
/
عد أن انقضّت قوات الأسد على الشعب السوري الثائر الأعزل، في أكثر من مكان من سورية، وقتلت وجرحت وشردت آلاف الأبرياء، فاضطر عدد من الثوار إلى حمل السلاح دفاعًا عن أهلهم وذويهم وأبناء أحيائهم؛ وبعد أن أطلق نظام الأسد المجرمين والمتطرفين من سجونه؛ ليشكلوا مجموعات متطرفة مقاتلة باسم الإسلام، ولتضم في صفوفها أعدادًا متزايدة من الشباب الغاضبين الثائرين ضد وحشية النظام وشبيحته؛ وبعد أن استعان النظام بالمليشيات الشيعية المتطرفة من لبنان والعراق وإيران وباكستان وغيرها؛ للمساهمة في قتل الشعب السوري، وتقاطر إلى سورية كل من هب ودب من راكبي موجة التطرف الإسلامي السني؛ صار يتردد السؤال: هل هناك ثورة سورية بالفعل؟ أم أن الأمرَ كله حربٌ أهلية طائفية لا أكثر ولا أقل؟

إبراهيم اليوسف وسياجات العقل الأيديوتَوالُدي

مضر الدبس
/
على صخرة اليقين يرتاحُ موج السؤال ويتبدد، يعود إلى واحدةٍ من أكثر مقاربات الإنسان راحةً وكسلا: اليقين شريعة الباحثين عن الراحة، كبديلٍ عن تعب البحث والشك والتفكير. للتمهيد ننطلق من فكرتين اثنتين: الفكرة الأولى منهجية، وهي أن العقل الحديث يتميز، في كل تجلياته وممارساته، بالمرونة والتخلُّق اللذان يؤمّنان له الحد الأدنى من الرشاقة الفكرية اللازمة للخروج من الانغلاق؛ ويتميز العقل الدوغمائي بأنه ضحية انحرافاته الأسطورية التاريخية، والأسطورية الأيديولوجية، التي تسوقه إلى حالة “اللاتعيين”