مجرمو العصر يدمِّرون حلب ويقتلون أهلها
شنّت المقاتلات الروسية، بدءًا من يوم الجمعة في 23 أيلول/ سبتمبر الجاري، أكثر من 300 غارة جوية على مدينة حلب المحاصرة، مستهدفة نحو 30 موقعًا في مدينة حلب وريفها، بالقنابل العنقودية والارتجاجية والفوسفورية، مخلفة سلسلة مجازر، راح ضحيتها خلال الأيام الماضية (23-26 أيلول/ سبتمبر)، بحسب أرقام “الدفاع المدني السوري”، أكثر من ثلاثمئة وثلاثين قتيلًا، وأكثر من ألفٍ وثلاثمئة جريح، بينهم نساء وأطفال، فضلًا عن تدمير عشرات المنازل، وعدد من البنى التحتية.
طالت الضربات الروسية الإجرامية أحياء السكري، سيف الدولة، الهلك، المشهد، الحيدرية، قاضي عسكر، الصالحين، الشعار، هنانو، المعادي، الميسر، الأنصاري، المرجة، الراموسة، كرم الجبل، الكلاسة، الشيخ خضر، الشيخ فارس، بستان القصر، باب النيرب، الصاخور، ومناطق أخرى في أطراف المدينة. كما طال القصف الجوي أيضًا قرى وبلدات في أرياف المدينة الشمالي، والجنوبي والغربي، متسببًا بوقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.
كما قصفت مقاتلات روسية حيّ “القاطرجي” بـ “القنابل الارتجاجية” التي تستخدم لتدمير الملاجئ، وتحدث هزاتٍ أرضية هائلة، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا هذه القنبلة، بعد أن استخدمت الخراطيم المتفجرة، والقنابل العنقودية، والصواريخ البالستية التي تطلقها من قواعدها في عرض البحر المتوسط، لقصف مواقع في الداخل السوري. كما استهدفت الغارات مراكز للدفاع المدني ومحطة المياه الرئيسية الواقعة في حي “باب النيرب” التي تعرضت لدمار كامل.
إننا في لجنة حقوق الإنسان في حزب الجمهورية، إذ نشارك أهلنا آلامهم ومأساتهم، وإذ نشعر أن بياناتنا عاجزة عن إنقاذهم بحكم تحول الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها إلى شهود زور، وغضّ ما يسمى “المجتمع الدولي” النظر عن جميع الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري طوال السنوات الخمس الماضية، فإننا لا نملك إلا تثبيت عددٍ من النقاط، وهذا أضعف الإيمان:
ندين بشدة إرهاب النظام الروسي وإجرامه الذي لم يقف عند حدّ الدعم السياسي والمالي لنظام القتل والإجرام، وإنما شاركه في قتل السوريين وتدمير سورية منذ 30 أيلول/ سبتمبر 2015، فضلًا عن جلب ميليشيات مرتزقة روسية، ومساعدة النظام في فتح الطريق أمام مجيء ميليشيات طائفية لبنانية وإيرانية وعراقية وأفغانية خلال السنوات الماضية، تعبث بسورية وتقتل وتهجِّر أبناءها. ولا شك في أن ما يقومون به جميعًا يدخل في إطار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يجب أن يحاسبوا عليها مهما طال الزمن.
كما ندين صمت جامعة الدول العربية، ونستنكر هزالة المواقف السياسية لدولها إزاء كل ما يحدث في سورية من قتل وتهجير، وندين أيضًا هيئة الأمم المتحدة التي تحولت إلى أداة لتغطية أو تشريع الجريمة التي ترتكب في حق السوريين، بل إنها تمارس دورًا متواطئًا وداعمًا لنظام الطغمة الحاكمة في التهجير القسري للسوريين من مدنهم وقراهم.
وندين أيضًا الدور الأميركي المتواطئ مع نظام القتل والإجرام طوال السنوات الماضية، والذي وصل إلى درجات غير مسبوقة في الانحطاط الأخلاقي، ما يجعل أميركا مشاركة مباشرة في قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير سورية.
وندعو جميع السوريين إلى التضامن مع بعضهم بعضًا، ورفع صوتهم ضد سياسات الدول الكبرى التي جعلت من حياتهم وبلدهم موضوعات للمقايضة وتحصيل المكاسب؛ وهذا يكون بالكلمة والفعل، فما أحوج السوريين اليوم إلى التضامن والعمل المشترك القائم على أساس الوطنية السورية الرافضة لنظام الطغمة المجرمة ولإرهاب الدول الكبرى وسياساتها ولإرهاب الجماعات المتطرفة بجميع أشكالها الدينية والطائفية والعرقية.
الخلود لأرواح الشهداء
والشفاء للجرحى
والعار لمجرمي العصر ولمجتمعهم الدولي
لجنة حقوق الإنسان في حزب الجمهورية 26 أيلول/ سبتمبر 2016
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...