الثقافة والاستبداد
صدر حديثا عن دار نون للنشر
الطبعة الأولى 2015
عدد الصفحات 136
القطع الوسط
كلمة الغلاف
ثمة من يقول: إن الثقافة لا قيمة فعلية لها، في مجتمعاتنا المتخلفة وأنظمتنا المستبدة المعادية للحرية. وإن دورها تابع للسلطة، وثانوي. وإن المثقفين مجرد صانعي أوهام ومستهلكي حبر! وهم شخصيات ورقيّة، انتهازية، أو مجرد صرخات ميتة على موجات الأثير.! متجاهلين أن الثقافة، في كل الأحوال، هي نشاط اجتماعي وظاهرة تاريخية، نصنعها وتصنعنا. وهي قيمة بحد ذاتها، مثلها مثل العلم والجمال والمعرفة. وأن المثقف قد يكون متطفلاً على الثقافة أو بوقاً للسلطة، وقد يكون مثقفاً حقيقياً، منتجاً للثقافة ومدافعاً عنها.. علينا أولاً أن نحدد: عن أية ثقافة نتحدث وعن أي مثقف؟
هذا الكتاب يحاول أن يعيد طرح سؤال الثقافة الحقيقة، ودورها في إنتاج، وإعادة إنتاج المعرفة والقيم الإنسانية السامية، في ظل نظام الاستبداد العسكري، الذي يعمل جاهداً على تشويه الثقافة ومصادرتها وتحويلها إلى أداة من أدوات الحكم. وتعميم التفاهة والابتذال، وتحويل المثقفين إلى
مرتزقة وجلادين..
من الكتاب
… «الاستبداد ليس مجرد سلطة سياسية، بل هو سلطة مهيمنة متخلّفة، لا عقلانية، تحتاج إلى مقاربة مختلفة لعلاقة الثقافة، ليس بسلطة المستبد فقط، بل بسلطة الحزب وسلطة الأمن وسلطة الدين ورأس المال والعقيدة والأخلاق والعادات والتقاليد الاجتماعية، التي تكتسب دوراً هاماً، في ظل الاستبداد، وكل أنواع السلطات الأخرى المعادية للثقافة عموماً، التي يحتضنها، أو التي تمنع وتحدّ من حرية الثقافة والإبداع..
لذلك، وقبل هذا وغيره، دعونا نحاول معرفة من هو المثقف الحقيقي في بلدنا وعصرنا: صاحب المهنة الفكرية؟ أم الذي يعمل على إزعاج السلطة والتشويش عليها فقط؟ منتج الثقافة، أم مستهلكها؟ المحترف أم الهاوي؟ المستقل أم المتحزّب؟ التقدمي أم الرجعي، أم الثوري الطليعي؟ بوق السلطة، أم بوق الجماهير؟ الانتهازي الأنانيّ، الذي لا يهتم إلا بنفسه، أم المثقف الغيور
الذي يهتم بالبشرية كلها؟ المثقف الوطني، المحلي؟ أم المثقف العالمي الشمولي.؟ وما هو دور الثقافة ووظيفتها أخيراً.؟ وهل لها وظيفة أصلاً.؟
وهل هي فن أم علم؟ إبداع أم اختراع أم رؤيا؟» …
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...