

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
عقدت الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن اجتماع المعارضة الموسع الذي عقد يومي 9 و10 من شهر ديسمبر الحالي في مدينة الرياض السعودية اجتماعها الأول يوم أمس في مدينة الرياض السعودية، وانتخبت السيد رياض حجاب، رئيس مجلس الوزراء السوري الأسبق منسقا عاما لها. إن انتخاب السيد حجاب يشكل، من وجهة نظري على الأقل، خيارا صائبا لهذه المرحلة، فالرجل ابن مؤسسات الدولة وقد تدرج بها على مدى سنوات طوال وصولا إلى أعلى المناصب، ويعرف جيدا كيف تدار الأمور، والطريقة التي يفكر بها النظام السوري، وهذا ما قد يكسب الوفد المعارض خلال مرحلة المفاوضات المرتقبة ورقة لصالحه، عدا عن أننا بأحوج ما نكون لوقف بعض الخلافات الجانبية القديمة-الجديدة حول أحقية المنشقين بتبؤ مناصب قيادية سواء ضمن الهيئات المعارضة اليوم أو في سوريا الجديدة القادمة، فنحن اليوم في أمس الحاجة لوضع الخلافات جانبا والتفكير بما يوحد صوت المعارضة وموقفها أمام استحقاق المفاوضات القادمة، وهو الأهم، وما سيسفر عنها من نتائج مصيرية قد يكون لها دور كبير في رسم شكل ومستقبل سوريتنا الجديدة.
يبدو جليا للعيان في الفترة الأخيرة تنامي الاهتمام بالموضوع السوري، وذلك من خلال عدد اللقاءات والاجتماعات المتواصلة والمستمرة سواء الإقليمية منها، أو الدولية، في سعي لإيجاد حل لإنهاء هذا الصراع الدائر على أرض سوريا. وإذا كان ما يعلن من نتائج لهذه اللقاءات لايثلج قلوب السوريين، ولايطمئنهم على مصير ومستقبل قضيتهم، فمن الحري بنا كسوريين أن نبدأ بتغيير طريقة التعاطي مع الآخر. هناك إحساس عام لدى مجمل السوريين بأن هذا العالم خذلهم وتخلى عنهم وتركهم وحيدين يواجهون مصيرهم الحتمي، سواء كان قتلا أم تشريدا. وبغض النظر عن مدى صوابية هذا الموقف، فإن جزءا كبيرا من هذه النتائج سببه السوريون أنفسهم، الذين سلموا، كما النظام، معظم أوراقهم للآخر، وهم وحدهم يتحملون مسؤولية تنازلهم عن قرارهم المستقل لصالح ذلك الآخر، كائنا من كان، نتيجة حسابات خاطئة.
أعتقد أننا الآن أمام فرصة سانحة لاستعادة زمام المبادرة وصوغ رؤية وطنية مستقلة لسوريا، بغض النظر عن مدى ملائمتها للآخر، ولكن دون صدام معه بالطبع. أقول الآن وأعني ما بعد مؤتمر الرياض، والوثيقة التي تم الاتفاق حولها والتوقيع عليها من كل الفعاليات التي حضرت والتي مثلت إلى حد كبير، على ما أعتقد، أكبر شريحة من السوريين أمكن جمعها على طاولة واحدة.
آن لنا كسوريين أن نرفع صوتنا السوري عاليا، وأن نتمسك بمطالبنا المحقة والعادلة وأن نقنع العالم بقبولها بدلا من تقديم مزيد من التنازلاات المجانية. فالظرف الحالي في ظل المواقف الثابتة والداعمة لبعض الأشقاء والأصدقاء الإقليميين يدعونا إلى الاستفادة، وبالحد الأقصى، من هذه الحالة الإيجابية قبل أن تتغير المعطيات الحالية، وذلك وارد بطبيعة الحال نتيجة سياسات الروس والإيرانيين الحثيثة بخلط الأمور بشكل دائم ومحاولاتهم المستميتة لمنع المعارضة من إحراز أي نوع من التقدم سواء كان عسكريا أو سياسيا، مستفيدين من مواقف غربية، وأمريكية تحديدا، مائعة ومترددة ومتناقضة في كثير من الأحيان على عكس التصلب والتعنت الروسي والإيراني تجاه كل المسائل. وهاهي تصريحاتهم تجاه مؤتمر المعارضة تشكل مثالا صارخا على تدخلهم السافر والوقح.
إن الهيئة العليا للتفاوض مدعوة اليوم لاستثمار هذا اللحظة وبدء عمل جاد ومخلص بحق السوريين الذين يتعرضون منذ ما يقرب من خمس سنين إلى أقسى أنواع العذابات، ومدعوة أيضا إلى انفتاح على كل السوريين الشرفاء والمخلصين والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم، كل في مجاله، ولاتكتفي بمن حضر لقاء الرياض، إذ يملك السوريون من الخبرات المنتشرة في كافة أصقاع الأرض ما يدعونا فعلا كسوريين أن نفخر بهم ونستفيد من نجاحاتهم التي يشهد لهم بها القاصي والداني.
ومطلوب منا أيضا كسوريين أن ندعم هذه الهيئة بكل الوسائل المتاحة، وأن نتوقف عن الأحكام مسبقة التجهيز والتفصيل، وأن نبتعد عن سياسات التشكيك والتخوين، وأن نترفع عن الأنا والشللية والتحزبات والحسابات الضيقة. إن أقل القليل متاح لنا جميعا، ويتمثل بدعم هذه الهيئة معنويا مما يعزز ثقتها بنفسها ويعطيها شرعية مستحقة، ومن الضروري هنا، أن أذكر بأهمية هذاالعامل المعنوي، فالمفاوض المدعوم من قاعدة شعبية سيكون أقدر وأصلب وأحرص على تقديم أفضل ما لديه. عدا عن أنه سيفاوض مدركا أن هناك من يراقبه وينتظر منه نتائج يجب أن ترقى في حدها الأدنى لحجم التضحيات التي بذلها السوريون جميعا.
وأخيرا، فإن المسؤولية تقع علينا وحدنا، بأن نثبت للعالم أن سوريا تستحق ما هو أفضل، وهذا ما يجب علينا أن ننجزه، دون النظر إلى الوراء، ببطاقاتنا الذاتية الكامنة، التي لا تنضب.
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...