

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
دوى صوت كالرعد و اهتزت جدران المشفى حتى نفضت بعض التراب عن جدرانه …
كنت في مدخل المشفى و لم أر الوميض ، و لكن قال أحدهم نزلت في أول الشارع و رأيت كرة نار أضاءت السماء …
خرج أبو عبدو سائق الإسعاف مسرعاً من باب المشفى و انطلق في سيارة الإسعاف إلى مصدر الصوت و النار …
مضت خمس دقائق و نحن ننظر باتجاه مكان القصف دون أن نرى أي سيارة إسعاف قادمة … فقال أحدهم ، الحمد لله ، سليمة ، ما اتصاوب حدا .
و ماهي إلا ثواني حتى كذّب صوت سيارات الإسعاف القادمة ظنه …
سيارة مرسيدس قديمة نزل منها رجل يحمل ابنته الصغيرة ، لم تكن مصابة ، و لكن مصدومة و وجهها و شعرها يغطيه غبار أبيض ناعم …
و سيارة أخرى خصوصية … و لكن لا إصابات حقيقية و الحمد لله …
ثم بدأت سيارات الإسعاف بالوصول …
و دخل رجل يحمل طفلة بيديه …
ذراعاها مرخيتان و شعرها المخضب بالدم يغطي فروة ممزقة و دماغاً يكاد يخرج من رأسها …
سجاها على سرير الإسعاف الأسود بهدوء … و بقيت هادئة …
وجه جميل أبيض زاد بياضه غبار غطاه و جفف عينين يانعتين لم تستطيعا الإغلاق قبل حدوث الفاجعة …
كان الموت أسرع من رفة عينيها الصغيرتين …
انزلق دماغها من رأسها ليقول لمن حولها ، لا تحاولوا إسعافي ، فقد غادرتكم إلى جوار ربي … صرت عصفورة في طريقي إلى السماء …
انشغل عنها الأطباء بجريحة تصل بعد الأخرى ، كلهن كن يافعات … إحداهن يثعب الدم غزيراً من جرح غائر في رقبتها … و ثانية مفتوح بطنها و جرح كبير يظهر عضلات و شرايين فخذها …
لحظات متسارعة تظهر خبرة و ثبات و جأش فريق طبي شاب يفرزها و يحولها إلى غرف العمليات الثلاثة الجاهزة … ثم يباشر بالعمل .
انشغل عنها الجميع محاولين إنقاذ أخواتها و جيرانها و تركوها مسجاة لوحدها على السرير …
قطع أفكاري طفل يبلغ الحادية عشر و هو ينظر إليها في خوف و هلع … عمو ، شو صار معها ؟
– ما تخاف حبيبي ، ما تشيل همها …
كان يسأل عنها و هو ملقى على سرير يواجهها بانتظار من يكمل فحصه ليتأكد من خطورة الجرح الصغير الغائر في حوضه .
عاد ممرض و غطى الطفلة في كفن أبيض صغير وحملها و لكن نسي أن يحمل دماغها الذي بقي على سرير الإسعاف الأسود محاطاً ببركة دم صغيرة …
أخرجوا الفتاة بكفنها إلى خارج المشفى و تركوها على مصطبة في العتمة تنتظر أماً مكلومة تحضنها …
دخل رجل خمسيني يسأل عن الطفلة الشهيدة …
– سألته ، هل أنت والدها ؟
– لا ، قريب العائلة …
– عظم الله أجركم و أعانكم على مصابكم …
– فقال لي : سبحان الله ، هذه الطفلة ورد اسمها ضمن شهداء مجزرة مدرسة عين جالوت في العام الماضي ، اسمها سارة ، ظنوها تحت الركام مع زميلاتها ، ولكنهم اكتشفوا انها تأخرت ذلك اليوم و لم تذهب إلى المدرسة .
نجت ذلك اليوم …
ثم سكت و العبرة تخنقه .
المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...