بيان حول التحركات الديبلوماسية الأخيرة: القفز فوق الحقيقة لن ينتج حلاً
شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة حركة ديبلوماسية نشطة لبعض دول الإقليم من أجل وضع حد لـ “الصراع″ في سورية بحسب تعبيرها، وينطلق هذا النشاط الديبلوماسي من نقطة أساسية بحسب تصريحات مسؤولي هذه الدول، وهي مسألة مكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم “داعش” باعتباره أولوية بالنسبة لدول الإقليم.
إن السوريين هم أكثر جهة متضررة من وجود هذا التنظيم الإرهابي، وهم وحدهم القادرون على هزيمته التي تتطلب وجود قوات برية على الأرض، وهذه القوات لا يمكن أن تكون إلا قوات سورية مؤمنة بسوريتها وبالحفاظ على وحدة واستقلال سورية، وهذا يشترط بشكل أساسي وأولي رحيل الطغمة الحاكمة التي كانت السبب في إيجاد البيئة الملائمة لنمو وتمدّد هذا النوع من الإرهاب.
إن خوف دول الإقليم على أمنها من ضربات الإرهاب يتطلب تعاوناً مع السوريين لمكافحته، وهذا غير ممكن في المرحلة الحالية إذا لم تبادر دول الإقليم نحو التعاون مع السوريين لوضع إستراتيجية متكاملة تساهم في رحيل الطغمة الحاكمة، فلا يمكن للسوريين محاربة تنظيم “داعش” والانتصار عليه في ظل القتل اليومي والمجاني والبربري الذي ترتكبه هذه الطغمة.
لقد أثبتت الحوادث طوال العامين الماضيين أن الطغمة الحاكمة هي التي منعت بعض قوات المعارضة من محاربة تنظيم “داعش”، ففي أكثر من مناسبة كان طيران الطغمة يتولى عمليات القصف على القوات التي تحارب تنظيم “داعش”، موفِّراً الغطاء الجوي اللازم لتقدم هذا الأخير، كما حدث منذ نحو شهرين في ريف حلب الشمالي.
نعتقد أن الأولوية بالنسبة للسوريين هي وقف عمليات القتل واسع النطاق الذي ترتكبه الطغمة الحاكمة عبر سلاحها المجرم ولا سيما البراميل المتفجرة التي تحصد أرواح عشرات الأبرياء يومياً، وكثير منهم من الأطفال. لذا فالطلب من السوريين وحدهم أن يتحملوا كلفة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وظهرهم مكشوف لقوات الطغمة المجرمة هو قفز فوق الحقيقة الساطعة التي تقول إن هذه الطغمة هي الإرهاب المجسد بعينه.
لقد سقط على يد تنظيم “داعش” عدة آلاف من السوريين بينما قامت الطغمة الحاكمة بقتل مئات الآلاف منهم مستخدمة جميع ألوان وفنون القتل الوحشي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، وهجرت نصف السوريين داخل وخارج البلاد، ودمرت بيوتهم ومساكنهم وبنيتهم التحيتية، وعلى دول الإقليم أن تدرك حقيقة أساسية هي أن الانتصار على الإرهاب وحماية أمنها القومي يتطلب تيسير الطريق لتحقيق السوريين لتطلعاتهم في الحرية والكرامة، فهذا هو الشرط الأساسي لبناء تحالف وطني سوري قادر على هزيمة الإرهاب في أرجاء سورية كافة، وأي مقاربة لما يحدث في سورية من دون النظر إلى تطلعات السوريين محكوم عليها بالفشل، وستساهم فحسب في زيادة الدم السوري المسفوك، والذي تتحمل دول الإقليم ودول العالم المسؤولية في سفكه من خلال سكوتها عن جرائم الطغمة الحاكمة أو مدها بالسلاح والمقاتلين كما تفعل إيران وروسيا.
إننا في حزب الجمهورية ندعو جميع القوى الوطنية للتحرك الفاعل والعاجل عبر إرسال الرسائل وإصدار البيانات التي توضح بشكل حازم أن أولوية السوريين الآن هي وقف حمام الدم الذي ترتكبه الطغمة الحاكمة وأن رحيلها هو الشرط الأساسي ليتفرغ السوريون لهزيمة الإرهاب وسحقه على امتداد الأرض السورية.
عاشت سورية حرة أبية
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...