سياسة التخريب
لا تقوم السياسة على الجكارة والشماتة، ولا على ردة الفعل، خصوصاً في المراحل التي يختلط فيها الحابل بالنابل، ولا تقوم على المعلومات الجزئية أو غير الموثقة أو على تهويل الحوادث أو تصغيرها، كما لا تقوم على التصنيف النهائي للبشر إلى معسكرات غرائزية متقاتلة وفقاً للطائفة أو القبيلة أو العرق، ولا على النظر إلى الذات بوصفها ملاكاً منزهاً فيما الآخر هو شيطان كيفما تحرك، ولا على تشكيل حالة رهاب عند الآخرين يمنعهم سلفاً من قول آرائهم المخالفة لآرائنا، ولا على إعدام البشر سياسياً كمقدمة لإعدامهم ميدانياً، ولا على المساهمة في تشظي الحقل السياسي الثقافي فوق تشظيه، وتحويله إلى إمارات ومزارع على شاكلة إمارات الحرب، ولا على إخضاع الواقع لأيديولوجيات ذاتية، مريضة ومُمرِضة، ولا على أوهام وهويات موروثة لم يبذل أصحابها أي جهد في بنائها بشكل سوي، ولا على الغوغائيات التي تجعل من الصوت العالي واللسان “الوسخ” كلّ عدّتها. كل ما سبق هو وصفة أنموذجية لسياسة منحطة لا تنتج إلا خراب العقل والروح الذي يزيد خراب الواقع خراباً جديداً.
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...