داعش..النضال المزعوم

في رحلة بحث داخل ذاكرة الصحفي الفرنسي نيكولا هينان الذي اختطف لدى داعش عشرة أشهر وجدنا كثيراً من الحقائق الجديدة التي لم تخطر على بال المحللين ولا الخبراء في الجماعات التكفيرية، فالرجل عاش معهم وتكلم مع سجانيهم وحاول الهرب منهم ليضيع في الصحراء يوما كاملا ثم يلقى القبض عليه مجدداً.

نسأل نيكولا عن كتابه الجديد المسمى “جهاد أكاديمي” وماذا يريد أن يقول من خلاله فيجيب: “أحاول إيصال صدمتي وخجلي لرؤية (داعش) كبالون كبير، داعش يلعب بمخاوفنا، داعش إذا نظرت إليه بنظرة براغماتية هو ضعيف، إنه الآن قوي بسبب أخطائنا واهتمامنا الذي نعطيه إياه، فقط اقطعوا عنه الهواء وسينتهي”

وعن هجرة بعض الشباب من أوربا إلى سوريا يقول هينان: “كثير من المهاجرين يعتقدون أنهم فعلاً سيساعدون السوريين هناك، كلهم يذهبون لقتال الديكتاتور، ولكن للأسف عندما يلتحقون بصفوف تنظيم الدولة، فإن الشيء الوحيد الذي يفعلونه، هو قتل السوريين والمسلمين هناك، إنهم لا يقتلون الكفار ابداً .. بجدية أعتقد أن داعش من أعداء الإسلام”

ويؤكد الصحفي الفرنسي أن المهاجرين القادمين من أوربا هربوا من ظروف حياتية سيئة وبائسة، ووجدوا في الانضمام إلى “داعش” فرصة لحياة جديدة فيها ما فيها من الشهرة والمال والنساء فيقول: “لدى المهاجرين غير السوريين ثقافة ضحلة وتعليم متدن، وحياة بائسة في بلده الأصلي، وهم مسلمون حديثون جداً، ويريدون إعادة صياغة الإسلام وفق رؤيتهم، خلفيتهم مسيحية ولا خلفية أيديولوجية او سياسية لديهم صدقني هم مجردون من كل شيء ذكي لا يعرفون العادات والتقاليد والعرف المحلي للسوريين”.

بشار الأسد ليس لديه شيء ليقدمه إلى الغرب، بشار ترك داعش يدخل اليرموك ستكون صفقة كبيرة له، لا أعتقد أن بشار الأسد يتصل بالبغدادي لينسق معه ولكن هناك مصالح واهتمامات مشتركة، اهتمامات سياسية واحدة وهذا هو سبب عدم مهاجمة قوات الأسد لداعش، أو مهاجمة داعش لقوات الأسد.
وأيضا لدى داعش والأسد علاقات اقتصادية قمت بتوثيقها، أعني تجارة النفط وأيضاً الكهرباء في منطقة حلبإذا كان لدينا مستنقع مليء بالضفادع التي تريد القضاء عليها، نستطيع اقتناء السلاح وقتل الضفادع واحداً تلو الآخر، سنحتاج كثيرا من الوقت والسلاح، ولن تستطيع القضاء عليها، فقط جفف المستنقع وستنتهي الضفادع .

يتابع هينان :”إن نظرة من الأعلى ستفضح كل شيء داعش والأسد يحاصرون السوريين، ويريدون تدمير حضارتهم التي لطالما أثرت فينا وعلمتنا المدنية في الغرب، المدنية أتت من الشرق،
المجتمع المدني خلق هناك، لذا علينا أن نتذكر مالهذه الحضارة علينا من جمائل.
نحن في الغرب دائما ما نقول الحضارة والديمقراطية منتج غربي، هذا غير صحيح، الحضارة أتت إلينا من سوريا والعراق وليس من أوروبا”.
عاد نيكولا إلى عائلته وبلده ويعيش أياماً مليئة بالعمل من أجل ترجمة كتابه إلى العربية، هينان تعلم الكثير من الكلمات العربية في سورية، ويرسل للشعب السوري رسالة باللغة العربية يقول فيها:
“إن رسالتي للشعب السوري خلوا عندكم أمل، إن المستقبل أحسن إنشاء الله”

المصدر: تلفزيون الآن/ عن تقرير للإعلامي السوري نبيل شوفان