

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
كانت السلمية، خلال السنة الأولى من الثورة، عنوان النضال ضد الظلم والطغيان، وقد استمد الشعب السوري سلميته من التجارب الثورية العربية في كل من مصر وتونس، ولم يكن هناك فضل فيها لأحزاب المعارضة التقليدية أو لما يسمى “النخب” الثقافية والسياسية.
لمدة أكثر من عام، طرق السوريون أبواب العمل السلمي بأشكاله كافة، المسيرات الاحتجاجية، الاعتصامات، إحياء المناسبات الوطنية، مواجهة الرصاص بالورود، الرسوم والشعارات، العمل الإعلامي، الحفلات الغنائية والموسيقية والشعرية، وفي محطات عدة انتقلوا نحو المقاومة السلمية، أي الإضرابات وبعض التجارب المتكررة في العصيان المدني.
بعد نحو عام، وصل الحراك السلمي إلى الحد الذي لم يعد بإمكانه إنجاز تغيّر أو تحول نوعي في الواقع من دون تدخل خارجي إيجابي وفق آليات سياسية وحقوقية، لكن الواقع بقي ثابتاً نسبياً في أساسياته، فالمجتمع الدولي وتوازناته ومصالحه المعقدة لم تكن لتسمح بمثل هذا الإنجاز أو التحول. ومع انسداد الآفاق أمام السلمية، وفي ظل تزايد عنف النظام من جهة، وغياب نخبة سياسية جديرة وحقيقية ومتماسكة، ومع دفع الوضع الإقليمي والدولي في اتجاه العسكرة، كان من الطبيعي الانتقال نحو الحراك المسلح. وهذا الأخير أنتج كارثة حقيقية، لكنها طبيعية ومتوقعة في ظل المعطيات الواقعية السورية وتعقيد الوضع الإقليمي والدولي المحيط بسورية.
بالتوازي مع ذلك، سيطر خطابان كريهان على الساحة السياسية، وهما على درجة عالية من التشابه في نمط التفكير، وإن كانا مختلفين في الظاهر والشعارات المرفوعة، وهما خطاب السلاح وخطاب السلمية. في العموم، الخطابان متماثلان في السوء، ومتعادلان في العجز، ومتساويان في السطحية، إن لم نقل الجهل. وإن كنا قد قدمنا في محطات عدة سابقة نقداً لخطاب السلاح الكارثي، فإننا نقدم في ما يلي نقداً لخطاب السلمية وللظواهر والممارسات المتزامنة معه:
1- سلمية كاذبة أو مصطنعة:
لا يقتصر العنف على استخدام السلاح، فهناك أشكال عديدة منه يمكن أن تتحول ببساطة في اتجاه استخدام السلاح عندما تتوافر الأحوال والشروط الملائمة، مثل العنف الكلامي والعنف القانوني والإعدام السياسي. كثيرون من أصحاب الخطاب السلمي الدارج لا يرون من العنف إلا شكله الميكانيكي. فوعيهم، على ما يبدو، يبنى استناداً إلى ما هو مرئي ومحسوس ومباشر فحسب، منكرين بشكل أو آخر تربتهم الفكرية والنفسية المولدة للعنف. هذا العقل الميكانيكي هو على النقيض من العقل الجدلي الذي يرفعون رايته.
كثير منهم، في مستوى الممارسة، اندرج في أداء سياسي عنفي، مثل حياكة المؤامرات واتهام الآخرين بالعمالة والتشهير الشخصي. فالتاريخ، البعيد والقريب، حافل بالأمثلة على الأفعال التآمرية ضد بعضهم بعضاً أو ضد الآخر المختلف، وعلى الاتهامات المتبادلة بالعمالة التي تصب في المآل في إطار الإعدام السياسي للخصوم، وكذلك على آليات التشهير الشخصي، إذ يكفي أن يغادر أحد الأفراد قبيلة أيديولوجية ما حتى يحصل تشهير متبادل من القبيلة ضد الفرد أو من الفرد ضد قبيلته، وهذه جميعها تندرج في إطار ممارسة العنف السياسي الذي يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى عنف بالسلاح.
2- لا مبدئية في رفض العنف:
لم يكن هناك مبدئية في رفض العنف واستخدام السلاح، فقد كان ذلك الرفض رهينة الموقف السياسي أو المصالح الشخصية، وكان هناك عنف مسلح مقبول وآخر غير مقبول، والواقع السوري طوال السنوات الثلاث الماضية حافل بالازدواجيات العديدة والكيل بمكاييل عدة، خصوصاً ما يتعلق باستخدام السلاح والموقف من الجماعات و”الجيوش” المسلحة.
3- العسكرة ليست نتيجة حتمية لخطاب المعارضة الغوغائية:
لم يكن الذهاب الحاسم في اتجاه العسكرة حصيلة الطروحات الغوغائية لبعض المعارضين، على الرغم من أنهم يتحملون مسؤولية كبيرة بالتأكيد فيما يخص خطابهم السلاحوي الساذج، بل كانت العسكرة نتيجة طبيعية لانسداد أفق التغيير السياسي بفعل السلطة الحاكمة بالدرجة الأولى، والسياسات الإقليمية والدولية من جهة ثانية، فالخطاب السلاحوي الغوغائي ما كان من الممكن أن يجد آذاناً صاغية لولا توافر التربة الخصبة لنموه، والأحوال الموضوعية لازدهاره.
4- خطاب عنيف ولغة بذيئة:
مارس بعض أصحاب السلمية المصطنعة أو الكاذبة خطاباً عنيفاً ضد البشر الطبيعيين، ولم يكترث كثير منهم بآلامهم ومعاناتهم في مواجهة ممارسات السلطة من اعتقال وتعذيب وقصف وتشريد، وفي كثير من الأحيان كان أولئك “السلميون” لا يخفون احتقارهم وازدراءهم للناس، منتحلين خطاباً سياسياً أقرب إلى أن يكون خطاباً لجمعية حقوق إنسان يعيش أعضاؤها في سويسرا. ولا يقف الأمر عند ذلك، بل يتعداه إلى استخدام لغة عنيفة في حواراتهم مع الآخرين من حيث تخمتها بالكلمات البذيئة، لدرجة يشعر معها المرء وكأنها من تصميم فرع مخابرات أو إحدى الميليشيات الجائرة.
في الخلفية يمكن أن نكتشف ببساطة روحاً كارهة للعالم والبشر لدى أولئك “السلميين”، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الوضعية الهامشية التي جعلتهم فيها الثورة، الأمر الذي شكل تربة خصبة لنمو نمط من التفكير يقوم على “الجكارة”، غايته إغاظة الآخرين، وليس الحقيقة. ويمكن اكتشاف ذلك من خلال مراقبة تكرارهم المستمر لمقولتهم الأثيرة على قلوبهم “الواقع يثبت صحة رؤيتنا” في كل شاردة وواردة؛ وهم في الحقيقة، سيظلون يكررونها حتى لو كان الواقع يقول لهم بوضوح، في كل لحظة، إنه لا يراهم، فهذه أنشودتهم المعهودة من الأزل إلى الأبد، تماماً كالقيادة “الحكيمة” التي حكمتنا أربعة عقود.
5- شرف المعارضة ومغانم المصلحة الشخصية:
لقد حدّد بعض أولئك “السلميين”، منذ انطلاق الثورة، بحكم اعتبارات شخصية، “خطه” السياسي: البقاء على الحد الفاصل بين السلطة والثورة، بما يسمح بنيل شرف المعارضة ومغانم السلطة في آن معاً، أو بالأحرى: شرف المعارضة ومغانم الأمان الشخصي والمصلحة الشخصية العارية، ثم توجه نحو تغليف هذا الموقف السياسي بلباس “السلمية” و”الحكمة”.
6- “النخبة” والمثال الرديء:
قدمت “النخبة” السياسية الثقافية في سورية مثالاً سيئاً للسوريين، إن كان من حيث طبيعة العلاقات السائدة بين أفرادها وقواها أو من حيث قيامها بواجباتها قبل الثورة وفي أثنائها. هنا يصبح السؤال المشروع: ماذا نتوقع من شعب بلا نخبة حقيقية؟ ماذا نتوقع من شعب بقي بلا بوصلة سياسية طوال السنوات الماضية؟! وفي الأصل، ماذا نتوقع من شعب بقي مبعداً عن السياسة والثقافة والعمل المنظم لمدة نصف قرن؟!
في العمل السلمي هناك أهمية كبيرة للأساس النظري الذي يؤدي إلى تشرب الفكرة كعقيدة راسخة لا تؤثر فيها حوادث المستقبل السلبية، وهذه مهمة النخب في الأساس. لقد قدم أهل داريا مثلاً مهماً متقدماً في العمل السلمي حتى فترة طويلة، ويعود الفضل في ذلك للأستاذ جودت سعيد وتلاميذه، فيما كانت قوى المعارضة التقليدية و”النخب” السياسية والثقافية غائبة.
بدأت مقاومة غاندي الفعلية ضد الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية مع عودته من جنوب أفريقيا إلى بلاده في العام 1915، وقد ركز في البداية على تنظيم المجتمع الهندي نفسه، وإعداده للمهمة الجديدة، وعلى مقاومة التفرقة الاجتماعية في الداخل القائمة على أساس عرقي أو ديني أو إثني، وهذه الأعمال كان لها دور كبير في تحقيق الالتزام بالمقاومة السلمية ونبذ العنف. في المقابل، لم يخضع السوريون لدورات تدريبية على يد أصحاب السلمية المصطنعة، لا قبل الثورة ولا في أثنائها، ولم يسمح لهم النظام السوري طوال سنوات الثورة بالتقاط أنفاسهم كي يتعرفوا إلى تجارب النضال السلمي وفضائله، فقد كان حريصاً جداً على إنهاكهم بالدم.
7- فرادة الحالة السورية:
الحالة السورية فريدة من حيث وجود سلطة حاكمة ليس لديها محرمات، ومستعدة لاقتراف سائر الموبقات، ولا تكترث بوجود رأي عام محلي أو عالمي، ولا تهتم برأي الآخرين السلبي فيها، وكذلك من حيث عدم وجود عوامل سياسية خارجية رادعة، أو مؤسسات داخلية مانعة (الجيش، أجهزة الأمن، القضاء، الإعلام، بعض القوى السياسية… كلها وسائل من صناعة السلطة ورهن إشارتها)، أي أننا أمام سلطة يتوافر لديها طريق مفتوح إلى العنف من دون أي عقبات حقيقية. إن وجود هكذا سلطة يعني ضرب واحدة من أهم رهانات العمل السلمي: الرهان على ضمير الجهة التي ترتكب العنف أو ضمير الرأي العام، وهذا كان يتطلب من “النخب السلمية” دراسة جدية ووضع آليات وطرائق عملية جديدة بين أيدي السوريين.
كان الصيام المستمر من الأدوات البارزة التي استعان بها غاندي لمقاومة خصومه، والمطالبة بحقوق أبناء شعبه، ولم يكن يترك الصيام حتى ولو أشرف على الهلاك إلا بعد أن تضطر القوات البريطانية إلى التفاوض معه من أجل تحقيق مطلبه والكف عن الصيام، أي أن صيام غاندي كان مربكاً حقاً للمحتل البريطاني. بالمقابل، كانت آليات التجويع والحصار والتعذيب والقصف والقتل والتشريد وانتهاك الحرمات غير مربكة أبداً للسلطة السورية والمجتمع الدولي.
8- الاختبار الشخصي القاسي:
بالتوازي مع إفراغ السلطة للمشهد السوري من نشطائه السلميين، كان المتظاهرون والمعارضون يتعرضون لمواقف فائقة العنف من قبيل اعتقال أحد أفراد الأسرة وتعذيبه أمام أعين ذويه أو قتله، وغير ذلك من الممارسات التي يصعب على البشر العاديين (وربما غير العاديين) تحملها لفترة طويلة (وقد تحملها كثير من السوريين لأكثر من عام). بالمقابل، فإن العديد من أصحاب السلمية المصطنعة لم يتعرضوا لاختبارات مباشرة قاسية على المستوى الشخصي خلال فترة الثورة، تسمح لنا بتقويم التزامهم بالعمل السلمي حتى النهاية، على الرغم من أننا مقتنعون بأن اعتقال بعضهم بحد ذاته، ولو لساعات، هو بالتأكيد انتهاك صارخ لأبسط حقوق البشر. بعض أولئك تعرضوا لاختبارات سياسية واقعية، وذهبت ردات فعلهم في اتجاه ممارسة العنف السياسي، تشهيراً وتخويناً، ضد المخالفين لهم، لذلك يحق للمرء أن يتوجس من أفعالهم المحتملة فيما لو توافرت لهم السلطة أو القوة في لحظة ما.
9- السلمية خيار سياسي وليست خياراً أخلاقياً فحسب:
لقد تعامل كثيرون مع السلمية بوصفها خياراً أخلاقياً إلى ما لا نهاية، وجعلوا منها دعوة أخلاقية مجردة، وكأننا حيال مجموعة من المتصوفين أو حواريي المسيح، وبعضهم الآخر جعل منها شعاراً متعالياً على الواقع يمشي بأرجل كاذبة، أي إلى مقولة سحرية تفتقر إلى الأدوات والآليات والتخطيط، وهذا شكل من أشكال الوعي الغيبي الذي يرفضه أغلبيتهم مع أنهم مشتركون في الداء نفسه.
السلمية عمل سياسي يخضع بداهة لاعتبارات السياسية وموازين القوى وآليات العمل، فالخيار السلمي الإيجابي يقرأ الواقع جيداً، ويستغل موازينه وتوازناته، ويفتش عن مواطن ضعف السلطة أو المحتل في الخطاب والممارسة، وينتقي اللحظات الزمنية الملائمة لتطبيق أشكاله العملية المختلفة (تظاهرات، اعتصامات، إضرابات، مقاومة سلمية… إلخ)، بقصد “التعرية” و”الإحراج” و”نزع الشرعية”، وتوسيع رقعة الرافضين للواقع القائم. بمعنى آخر، السلمية خيار سياسي، وهذا الخيار له آليات وطرق وخطوات ومحطات يمكن أن تثمر تغييراً في الواقع، وليست مجرد شعار نصدح به، ولكي تستمر السلمية خياراً سياسياً ينبغي أن تنتج إنجازات ملموسة على أرض الواقع، وينبغي أن يشعر الناس أنهم يستطيعون أن يغيروا من خلالها واقعهم حتى لو كان ذلك بشكل تدريجي وبطيء. على سبيل المثال، لم يقدم أحد حلولاً أو خيارات حقيقية لأولئك الضباط والجنود الذين رفضوا إطلاق الرصاص على السوريين أو لأولئك الذين هربوا كي لا يكونوا في موقع المواجهة مع أبناء بلدهم.
10- حلول عملية بدلاً من الشعارات:
ليس هناك في الحقيقة ما هو أبشع من تحويل الأفكار الكبرى إلى شعارات، وتالياً تحويل الشعارات إلى أصنام نعبدها فيما الواقع يدير ظهره لنا. فالشعارات من دون آليات وبرامج ووسائل وأعمال على الأرض تتحول إلى عقبات أمام الأفكار المهمة. الواقع يتغير فيما العقل الشعاراتي لا يكف عن ترديد المعزوفة ذاتها من دون أي تعديل، ومن دون إعادة قراءة الواقع وتغيراته بما يسمح له بتغيير أدواته للفعل فيه. صاحب الشعارات يرفض الاعتراف بالواقع وتغيراته لأن الواقع رفضه ولم يستمع إلى شعاراته ونصائحه، وهي حالة فصامية يعيش فيها المرء في بحر الكلمات فحسب.
بعد أن تعسكرت الثورة السورية، على العكس مما تشتهي أغلبية السوريين، استمر أصحاب الشعارات في غناء الأنشودة ذاتها، وظلوا يمارسون الخيال الثوري، ويتصورون ثورة تتوافق مع بديهياتهم، ويريدون من السوريين تنفيذها، محجمين عن إعادة قراءة الواقع والبحث عن خطاب وطرائق جديدة للتأثير فيه إيجابياً والحد من الكوارث المتوقعة. ومع الزمن تحول خطابهم إلى مظلومية جديدة تضاف إلى سائر المظلوميات في تاريخنا، ومن ثم إلى خطاب عنفي عصابي، صادم في احتقاره وازدرائه وكرهه للناس، مرتكزه الأساسي “تفكير الجكارة”، ليتحولوا في المآل من مجموعات سياسية وثقافية إلى عصبة أو طائفة مغلقة تسعد بسماع صوتها فحسب.
رجل السياسة لا يتخلى عن دوره في الواقع السياسي مهما بلغت درجة سوئه، ويبحث دوماً عن وسائل وآليات ولغات جديدة في التعاطي مع مشكلاته والتخفيف من كوارثه، فعندما يدير الواقع ظهره لشعاراتنا ينبغي أن نسأل أنفسنا عن الأسباب، كما ينبغي أن نتعامل مع الواقع الجديد بطرق مغايرة لتلك التي عهدناها، وأن نبحث عن الكيفية التي نخفف فيها من تحولاته المؤلمة.
أخيراً، كان على خطاب السلمية أن يكون أكثر اتزاناً، وربما كان أهم ما ينقصه شيء من الحنان إزاء المظلومين، وشيء من الاحترام للسوريين وتضحياتهم، وشيء من التواضع ونقد الذات، وكثير من الخروج على الأيديولوجيات المغلقة وأخلاقياتها المشوهة وشعاراتها الصنمية إلى رحاب قراءة الواقع السياسي وإشكالاته وأحواله العميقة، إلى جانب بعض الشجاعة الممكنة في مواجهة الظالم، وبعض الصدق في عدم معايرة الموقف السياسي وفقاً لاعتبارات الأوضاع والمصالح الشخصية. ربما كان يمكن، آنذاك، أن يجد آذاناً صاغية، أو على الأقل أن يخفف من حجم المأساة التي نحن بصددها اليوم.
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...