

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
كان قاسياً إلى حد الصفاقة ذلك التدخل الروسي في تحديد وفرض من يحضر من المعارضة السورية للتفاوض مع النظام في جنيف ومن لا يحضر، وهذا التدخل بالعرف الدبلوماسي كوميديا سياسية سوداء، وقمّة العبث والاستهتار بالقوانين الدولية.
أرادت موسكو أن تُفصّل المعارضة السورية وفق رؤيتها أحادية الجانب، وبما يتلاءم مع مقاس الحل السياسي الذي يريده النظام السوري، بحجّة أنها الأدرى بمكونات الشعب السوري وتركيبته، والحريصة على ضمان تمثيل كل الفئات بالعدل والقسطاس، وأنها الأقدر على تعريف المعارضة الوطنية من غير الوطنية.
لم يكن مفاجئاً تهديد روسيا للمعارضة السورية بأنها ستصنع معارضة سورية أخرى و(وفداً بديلاً) إن هي امتنعت عن حضور مؤتمر جنيف، أو إن وضعت شروطاً لحضورها، فالكثيرون رهن إشارة سيّد الكرملين، وهم جاهزون لتقمّص أي دور يطلبه أو يمنّ به عليهم.
هذا التهديد و(العنجهية) الروسية هو نتيجة طبيعية لتسليم النظام السوري لروسيا زمام القرار السيادي والوطني، السياسي والعسكري، وتلخيصاً لقناعة روسيا بأنها اشترت سورية بمن فيها من بشر مقابل حمايتها للنظام.
من الواضح أن القيادة الروسية لم تعد تُميّز بين الدولة السورية والنظام، وتعتبر الأسد مقدساً، ورحيله غير قابل للنقاش، والمرحلة الانتقالية مرحلة شكلية، والمعارضة كلها إرهابية وجب التخلص منها، وسورية الجديدة يجب أن تكون نسخة عن القديمة، والنظام الأمني جزء من نظامها، والجيش السوري كتيبة من كتائبها، والمسؤولون الحكوميون موظفون عندها، فحوّلت علاقات الصداقة التي كانت قائمة قبل عقود إلى علاقة احتلال وهيمنة، وباتت سورية بالنسبة لها الجمهورية الروسية الـ 23 لا الدولة المستقلة.
منذ أن انطلقت الانتفاضة المناوئة للنظام السوري قبل خمس سنوات، لم يشعر السوريون بأن روسيا حيادية أو أنها تقف على مسافة واحدة، ولم يكن لديهم أي وهم بأنها يمكن أن تلعب دور الوسيط الذي يُعتمد عليه، أو أنها ستكون قوة سياسية أو عسكرية رادعة للفوضى وجاذبة للاستقرار، ولطالما اعتبروا دعمها هو السبب في بقاء النظام السوري واستمراره، لكن مع بدء تدخلها العسكري قبل ثلاثة أشهر ونيف بدأت نظرة السوريين تزداد سلبية ضد روسيا لتصل إلى درجة اعتبارها عدواً وشريكاً للنظام في قتل الشعب، وتحوّلت هذه الدولة العظمى من وسيط مُحتمل في السنة الأولى للثورة إلى عدو وجب قتاله والنضال ضده.
من الأشهر الأولى للثورة وقفت روسيا إلى جانب النظام السوري، ودعمته بحفنة من الـ (فيتويات)، وبأكثر من حفنة من الأسلحة والعسكريين والخبراء، وبذلت جهوداً خلفية لتمييع وتعطيل أي مبادرة لحل الأزمة السورية، سواء أكانت عربية أم دولية، وتجاهلت بشكل تام مطالب ملايين السوريين، وتناست أنها وريثة الاتحاد السوفياتي الذي ادّعى يوماً أنه نصير البروليتاريا وأبو الحريات وإيقونة الثورات.
لم تبخل روسيا بالسلاح والمال على النظام السوري، وأرسلت له خبراءً ومستشارين، وسخّرت وسائل إعلامها لتلميعه ومحي أثار جرائمه، ثم قررت أن تشاركه هذه الجرائم، فأرسلت طائراتها الحربية المدجّجة بالصواريخ لتقصف دون هوادة ولا رحمة، لتقتل المدنيين بعد أن ضمن لها النظام عدم المحاسبة من أي جهة في أي يوم.
رفضت روسيا بإصرار إعادة هيكلة الجيش السوري والأجهزة الأمنية أو إصلاحها، ونفت أن تكون سبب خراب ودمار سورية، ودافعت عن النظام حين ارتكب مجازر وجرائم ضد الإنسانية، وتوسطت له مع الأمريكيين حين استخدم الأسلحة الكيماوية، وتهجّمت على المعارضات السياسية وحاولت خداعها، واتّهمت كل المعارضة بالإرهاب وأرادت تدميرها، ثم أعلنت أنها لن تسمح بتغيير النظام، وقال بطريركها إنها تخوض حرباً مسيحية مقدّسة، وعطّلت كل القرارات الدولية بما فيها الإنسانية والإغاثية، وأقامت قواعد عسكرية هنا وهناك، وشنت آلاف الهجمات الجوية العمياء، وأملت ما تريد على النظام السوري مقابل حمايته، ثم وقّعت معه اتفاقاً سرّياً احتلالياً تبقى قواتها العسكرية بموجبه في سورية إلى أمد غير محدد مُحصّنة من أي محاسبة عن أي شيء ترتكبه مهما كان إجرامياً.
يرى بعض السوريين أن روسيا تتعامل مع سورية كسلطة انتداب، ويرى البعض الآخر أنها تتصرف كمُحتل مُستعمِر، لا يُحلل ولا يُحرّم، مُحتل أراد منافسة إيران التي اعتبرت في وقت سابق أن سورية هي المحافظة الإيرانية الـ 35، فأراد جعلها الجمهورية الروسية الـ 23 أسوة بصديقه الإيراني.
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...