441 (1)

ووتش: قانون الإقامة بلبنان عقد حياة اللاجئين

خلصت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد لها إلى أن القواعد الجديدة للإقامة في لبنان أدت إلى فقدان الكثير من اللاجئين السوريين الصفة القانونية لإقامتهم, ودعت المنظمة سلطات بيروت لإيجاد آلية تلغي بموجبها المبلغ المالي المطلوب لتجديد إقامة اللاجئين، وتخفف شروطها، من دون المساس بأمن لبنان.

وأوردت المنظمة الحقوقية الدولية في تقريرها السنوي نماذج لما يعاني اللاجئون السوريون في لبنان حتى تكون إقامتهم قانونية. ومن هؤلاء قصة الشاب السوري محمد الذي جاء إلى لبنان من درعا جنوبيسوريا في العام الأول من الثورة، ولم يصدق عندما حصل على إقامة شرعية.

غير أن فرحة محمد بالحصول على الإقامة التي وصفها بأنها أهم ما يملك اليوم بعد أولاده سرعان ما تتبدد بعد أشهر قليلة، حين سيصبح لازما عليه تجديد الإقامة وفق مسار إداري معقد للغاية.

وعندما بدأت السلطات الأمنية بلبنان تطبيق القانون الجديد للإقامة قبل عام، اعتقد محمد أن الأمور ستتم بسلاسة، وسيحصل على الإقامة بسرعة لكنه اصطدم بتعقيدات إدارية وعقبات لنيلها، تمثلت العقبة الأولى في المال، فهذا اللاجئ اضطر للاستدانة من أصدقائه لدفع تكلفة الإقامة وهي 200 دولار.

قرارات
وبعد أن أنجزت الأوراق اللازمة لتجديد الإقامة التي تكلفت 75 دولارا، وحين حاول صاحب العمل استخلاص رخصة عمل له تفاجأ برفض وزير العمل اللبناني سجعان قزي المصادقة على الرخصة.

بعض الأطفال اللاجئين بلبنان خرجوا للعمل بعدما عجز آباؤهم عن تجديد الإقامة فحرموا من العمل (الجزيرة)

وبعد أسابيع من المراوحة صدر قرار وزارة العمل يحدد المهن التي لا يسمح للسوريين بممارستها في لبنان، ومن بينها عمل محمد في ورشة لصناعة النسيج، ففقد مهنته وتوقف عن إرسال طفلته إلى المدرسة خوفا من أن يوقفه حاجز أمني في طريق الذهاب والعودة.

وعملا بنصيحة من صاحب الورشة التي كان يعمل فيها، غير أوراق إقامته لتصبح مطابقة لمتطلبات وزارة العمل، فأصبح على الورق عامل نظافة، وصدرت له رخصة للعمل ونال الإقامة، ولكن الأمر سيتطلب من هذا اللاجئ أشهرا لكي يسدد كلفة الإقامة لأصدقائه، وسيعود للاستدانة لجمع كلفة الإقامة.

رشاوى
ويقول تقرير ووتش إن محمد يعد محظوظا مقارنة بعدد من اللاجئين الذي يضطرون لدفع رشى لكي يقبل لبنانيون كفالتهم، ويقول نديم حوري نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة الحقوقية في حديث للجزيرة نت إن تعليمات الإقامة بلبنان تجعل حياة اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم وفق تقديرات 1.2 مليون مستحيلة.

ويقول حوري إن ووتش قابلت عائلات عديدة عجز فيها الأب عن تجديد إقامته فلزم البيت، وخرج أولاده للعمل في وظائف ليست مناسبة لسنهم وأجسادهم، وهو ما أدى إلى زيادة في عمالة الأطفال.

 

المصدر: الجزيرة نت

0 مشاهدة
0 ردود

هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟

تسعدنا مشاركتك ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *