

شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
شكراً لاهتمامكم بالتبرع لدعم نشاطات الحزب، حيث يقبل الحزب التبرعات المالية الغير مثقلة بأي شروط مهما كان نوعها ومستواها.
لمزيد من المعلومات ، يرجى التواصل مع رئيس المكتب المالي على البريد الالكتروني [email protected]
كما يمكنكم التواصل مع الرئيس التنفيذي للحزب على العنوان [email protected]
أطيب التحيات.
ثانياً، ثمة محور إقليمي/دولي جرى تدشينه قبل فترة، هدفه الرئيسي ليس فقط وقف حالة التغيير التي اجتاحت المنطقة العربية خلال السنوات الأربع الماضية، ووأد كل آمالها، وإنما أيضا إيجاد معادلة إقليمية جديدة، هدفها الرئيسي تثبيت الأوضاع الراهنة، من أجل تحقيق مصالح هذا المحور. قاعدة هذا المحور في مصر، ورأسه في موسكو، بينما جناحاه في طهران ودمشق. يدافع بشراسة عن بقاء نظام الأسد، ليس فقط لأنه قادر على ضمان تحقيق مصالح أطرافه، من خلال فتح امتدادات إقليمية لها عبر الأراضي السورية، وإنما أيضا لأنه يتبع استراتيجية “التوحش” ضد أية محاور أخرى، تحاول السيطرة على المنطقة. من هنا، يمكن فهم حالة التناغم في المواقف بين أطراف هذا المحور، فنظام السيسي كان حريصاً، منذ جاء إلى السلطة، على توطيد علاقته بنظام بوتين بشكل كبير، ليس فقط في إطار مناورات السيسي مع واشنطن، وإنما لوجود تماهٍ في الأهداف بين النظامين السلطويين. كما أن ثمة تقارير عن تقارب وغزل مصري-إيراني، ولعل ذلك أحد أسباب فتور العلاقات بين القاهرة والرياض.
ثالثاً، لا يمكن فهم الموقف المصري من الضربات الروسية من دون فهم علاقته بإسرائيل. فالأخيرة ترى ضرورة بقاء نظام الأسد، وذلك كما لخصته عناوين الصحف الإسرائيلية ومانشيتاتها في الشهور الماضية. ولعل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لروسيا قبل أسبوعين، والتي جاءت بعد أسابيع قليلة من زيارة السيسي له، تؤكد أن ثمة تناغماً وتفاهماً واضحاً بين القاهرة وموسكو وتل أبيب. يأتي ذلك في وقت يحاول فيه السيسي تقديم نفسه باعتباره “عرّاباً” للسلام مع إسرائيل، مثلما قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوع، دعا فيه إلى توسيع معاهدة السلام مع إسرائيل لتضم بقية البلدان العربية. وليس مستبعداً وجود تل أبيب في المحور الذي تحدثنا عنه في النقطة السابقة، ولكن من دون الإفصاح عن ذلك.
على الرغم من ذلك، قد تؤدي تناقضات العلاقة بين أطراف هذا المحور إلى فشله وسقوطه. فمن جهةٍ، تغامر بعض دول هذا المحور بعلاقاتها الإقليمية، وقد تدفع ثمناً لمغامراته بالدخول في تحالفات جديدة على حساب علاقاتها القديمة. فعلى سبيل المثال، يغامر نظام السيسي بعلاقته بالرياض، وهي التي دعمته مالياً وسياسياً منذ انقلابه فى 3 يوليو/تموز 2013. خصوصاً في ظل رفض الرياض التام بشار الأسد ونظامه، وهو ما عكسته تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي حذر، وبلهجة غير مسبوقة، الأسد وخيّره بين “الرحيل أو الحل العسكري”. كما أن السيسي يغامر أيضاً بعلاقته بواشنطن، ليس لأنها تريد إسقاط بشار الأسد. ولكن، بسبب انصياع السيسي لمطالب موسكو، ودعمها الكبير حربها الحالية بسورية، والتي تستهدف بعض فصائل المعارضة التي دربتها، ولا تزال، واشنطن من أجل محاربة بشار الأسد. كما أنه لا يتصور عاقل أن تتغير العلاقة بين طهران وتل أبيب لمجرد رغبتهما في الحفاظ على نظام بشار الأسد.
نحن، إذاً، إزاء لحظة نادرة في الصراع الإقليمي في المنطقة، تتداخل فيها الأوراق.
المصدر: العربي الجديد
هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟
تسعدنا مشاركتك ...