اللاجئات السوريات في لبنان بين مطرقة الاستغلال وسنديان التهميش

تتعرض اللاجئات السوريات في لبنان لشتى أنواع الاستغلال والتهميش والضغوط الحياتية والاجتماعية وصعوبات تأمين لقمة العيش لعوائلهن في ظل غياب المعيل سواء كان معتقلاً أو مفقوداً أو ممن قضوا جرّاء الحرب.
وأدى تراجع المساعدات التي كانت تقدم من الجهات المانحة وللقيود المتشددة التي تفرضها السلطات اللبنانية إلى تكريس هذا الواقع وفق ما أعلنته منظمة العفو الدولية في تقرير لها بداية شباط فبراير الحالي.
وقالت المنظمة إن “أوجه القصور في المساعدات الدولية والسياسات التمييزية التي تنتهجها السلطات اللبنانية خلقت ظروفاً تجعل من اليسير في ظلها تعرّض اللاجئات في لبنان للاستغلال والإساءة”. ونقل التقرير عن لاجئات قولهن إنهن “يعانين لتأمين التكاليف المعيشية المرتفعة في لبنان وشراء الطعام، أو دفع الإيجار ما جعلهن عرضة لخطر الاستغلال على نحو متزايد.
وذكر بعضهن أن رجالاً قاموا بمعاكستهن، أو التصرف بطريقة غير لائقة معهن، أو عرض توفير المساعدة المالية وغير ذلك من أشكال المساعدة لهن مقابل الجنس”.
هربت اللاجئات السوريات من القصف والدمار ولكنهن اصطدمن بواقع أمر وأحاطت بهن الصعوبات والضغوطات من كل حدب وصوب –كما يقول الناشط محمد القصاب- لـ”زمان الوصل”، مضيفاً أن “أولى هذه الصعوبات تأمين لقمة العيش والسكن وعدم عمل الزوج إن كان عندها زوج أو أخ أو أب نظراً لصعوبة تجديد الأوراق وتأمين الكفيل”.
وأشار الناشط القصاب إلى أن “ما تتحمله المرأة السورية في بلاد اللجوء من محاولات ابتزاز واستغلال وكذلك ضغوط الأسرة والظروف المعيشية يفوق حد الوصف”، مؤكداً أن هؤلاء النساء “أصبحن يُحاربن في رزقهن ومعيشتهن من قبل بعض الجمعيات التي تدّعي العمل الخيري وبعض القائمين عليها ممن يدّعون المشيخة فيعطون هذه ويحرمون تلك”.
ورفض محدثنا الإفصاح عن أسماء بعض الأشخاص المستغلين في هذه الجمعيات لأنهم –كما قال- أشبه بالمافيات وكل واحد منهم يجمع حوله “شلة” من المنتفعين الفاسدين سواء كانوا لبنانيين أم سوريين يحمونه ويدافعون عنه”.
ولفت القصاب إلى أن “أغلب المنظمات التي تدعي اهتمامها باللاجئات السوريات يقتصر عملها على تنظيم محاضرات لتعبئة وقت فراغ الموظفين، وتستغل الجمعيات الخيرية التي تستضيف هذه المنظمات الأمر للحصول على تمويل لمشاريع وهمية وخلبية لا علاقة لها لا بالنساء ولا بظروف لجوئهن، بل جعلت من هؤلاء النساء-كما يقول– وسيلة لكسب المزيد من الأموال أو واجهة لتحقيق مآربهم.
ويعيش نحو 70% من أسر اللاجئين السوريين في ظل مستويات تقل كثيراً عن خط الفقر المعتمد رسمياً في لبنان، وفق الأمم المتحدة. وتجد النساء اللاجئات في لبنان أنفسهن “عرضة لخطر الاستغلال من أصحاب النفوذ، بما في ذلك أصحاب العقارات وأرباب العمل، وحتى أفراد الشرطة”، وفق تقرير منظمة العفو الدولية.
وبحسب التقرير المذكور فإن “الإجراءات المشددة التي تفرضها السلطات اللبنانية وتحديداً لناحية تجديد تصاريح الإقامة تجعل الكثير من اللاجئين غير قادرين على تجديدها، وبالتالي فهم يفضلون “عدم إبلاغ الشرطة عما يتعرضون له من انتهاكات خشية توقيفهم”.

المصدر: زمان الوصل

0 مشاهدة
0 ردود

هل ترغب بالتعليق على هذا الموضوع ؟

تسعدنا مشاركتك ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *